#

مما أعده الله لأهل الجنة

مما أعده الله لأهل الجنة
قال صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى:"أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر". الله تعالى جعل للصالحين امتيازًا بثواب الآخرة لم يجعله لغيرهم. هذا النعيم الذي أعده الله لهم، رضوان خازن الجنّة، رئيس ملائكة الجنّة، الله تعالى ما أطلعه على كل شىء هيَّأه لعباده المؤمنين في الجنة، لا. إنما أطلعه على قسم، على قسم من نعيم الجنَّة. أما القسم الآخر الله تعالى أخفاه عن جميع خلقه، عن جميع ملائكته وأنبيائه، أخفاه لذلك اليوم حتى إذا دخلوا وجدوه. هذا النعيم الذي أخفاه الله تعالى في الجنة للصالحين لم يطلع الله تعالى عليه أحدًا. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم دخل الجنة يقظة لكنه ما أطلعه الله تعالى على هذا الشىء الذي خص الله تعالى به الصالحين، إنما أطلعه على أشياء كثيرة، رأى أشياء كثيرة في الجنة، رأى حتى الحور العين رءاهنّ، رءاهن. أما جهنم فقد رءاها من غير دخول، من غير دخول اطلع في النار، من غير دخول، كإنسان ينظر من الباب من خارج الباب إلى ما في داخل الباب، هكذا اطلع في النار، اطلع أي نظر في جهنم من غير أن يدخلها.
أما الجنة فقد دخلها ورأى كثيرًا مما فيها غير أنه لم يكشف الله له، لم يطلعه على ما هيّأه لعباده الصالحين من النعيم، لأن هناك نعيمًا خاصًّا بالصالحين ونعيمًا مشتركًا بين جميع أهل الجنة. النعيم المشترك بين جميع أهل الجنَّة هو النهر الذي يكون من حليب لا يتغير، والنهر الذي يكون من عسل مصفى، والنهر الذي يكون من خمر لذّة للشاربين التي ليست كخمر الدنيا، لا يتولد من تلك الخمر صداع رأس ولا غيبوبة عقل، والنهر الذي هو من الماء الغير الآسن أي لا يتعفن. الماء في الدنيا إذا طال مكثه في مكان لا يخترقه الهواء بكثرة يتعفن، أما ذلك الماء فلا يتعفن.
كذلك كل أهل الجنة مشتركون في أربعة أشياء، الأولى الحياة التي لا موت بعدها، والثانية شباب لا هرم بعده، حياتهم ليس لها نهاية، أبدية، نقول أبدية، حياتهم أبدية في هذه الحياة الأبدية لا يلحقهم شيخوخة، يظلون في السن الذي كانوا عليه أول ما دخلوا الجنة، ولهم الصحة التي ليس بعدها مرض، الصحة التي ليس بعدها مرض. ولهم أن ينعموا فلا يبأسوا أبدًا، أي لا يصيبهم حزن ولا انزعاج ولا فقر، في هذه الأربعة أشياء مشتركون كل أهل الجنَّة، لو كان من أهل الكبائر المسلم حين يدخل الجنة يجد هذه الأشياء الأربعة.
"يا أهل الجنَّة" يقال لهم، أي يقول لهم ملك يسمعهم جميعًا، يسمع جميع أهل الجنة الذين الواحد منهم يحتوي من الأرض ما مساحته مثل الدنيا وعشرة أمثالها، ليس هناك الواحد يأخذ بقعة صغيرة ألف متر، عشرة ءالاف متر، مائة ألف متر، مليون متر، لا. أكثر من ذلك للواحد مع أن هذه الأرض كلها ليست خرابًا بل كلّها معمورة كلها، معمورة مشغولة. هذه الأراضي مشغولة بالزعفران، مشغولة بالدرّ والياقوت، مشغولة بالسرر، مشغولة بالأشجار التي تثمر ثمرًا لا ينقطع. الواحد من أهل الجنة هناك له خيمة واحدة خلقها الله من لؤلؤة واسعة الجوف طولها أي ارتفاعها في الهواء ستون ميلاً، ستون ميلاً، الميل الواحد مسافة نصف ساعة مشيًا، هذا يسمى الميل. الخيمة الواحدة التي هي من درّة ستون ميلاً ارتفاعها وعرضها. كذلك هذه خيمة واحدة مما أعدّه الله تعالى لأهل الجنة، وذلك لأن حياتهم أبديّة لا نهاية لها، يومًا ما يصل إلى كل بقعة من هذه الأرض التي خوله الله إياها، لأنه لا يموت مهما مضى مليار من السنين بعد مليار ومليار بعد مليار لا موت عليه.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله