قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده
قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده
التصوف معناه أن يعامل العبد ربه كما يرضى الله بأن يؤدي ما افترض الله عليه ويجتنب ما حرم الله عليه ويكثر زيادة على ذلك النوافل أي الطاعات التي لم يفرضها الله عليه. هم الصوفية الإسلاميون من الصحابة ومن بعدهم لا يسترسلون في طيبات الدنيا أي المطاعم اللذيدة ونحو ذلك، لا يسترسلون من غير أن يحرموها، بل يحلونها ولا يحرمونها على الناس، لكنهم يقولون خير لكم إذا قللتم من ملذاتها. هكذا كانوا يقولون، من غير أن يحرموها على الناس يرشدون الناس إلى التقلل منها.
أما الذين ذمهم الله تعالى في القرءان الكريم بقوله ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ أولئك هم قوم من المشركين، من مشركي العرب، كانوا يحرمون على أنفسهم بالتقرب إلى الأوثان، بعض الأنعام الإبل والغنم كانوا يحررونه لأوثانهم، لا يذبحونه فينتفعون بلحمه، ولا يشربون دره أي حليبه، يقولون هذا اعتقناه وهبناه للأوثان، لآلهتنا، لا يتعرضون له. إن كان إبلاً لا يركبونه ولا يشربون الحليب، كذلك الزينة حرموها على أنفسهم. كيف حرموا الزينة على أنفسهم؟
الشيطان ظهر لهم بصورة إنسان فكلمهم بكلام مسجوع ففتنهم، قال لهم لأهل مكة، قال لهم أنتم كيف تطوفون ببيت الله وأنتم لابسون هذه الألبسة التي تقترفون المعاصي فيها؟ هذا لا يجوز، لا يجوز، تعروا، تعروا طوفوا بالكعبة عراة من غير ثياب، فأطاعوه، فصاروا يطوفون بالكعبة عراة كما خرجوا من بطون أمهاتهم. هؤلاء حرموا الزينة التي خلقها الله لعباده، حرموها تحريمًا، كانوا يرون ذلك بعدما علمهم الشيطان، كانوا يرون ذلك حرامًا، والتعري في حال الطواف قربة إلى الله. كانوا يعتبرون ذلك تقربًا إلى الله، يقولون نحن إذا فعلنا هذا يرضى الله عنا، هذه الزينة التي حرمها المشركون، الله تعالى أحلها لعباده.
﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾
﴿قُلْ هِي لِلَّذِينَ ءامَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾
الله تعالى يقول لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ﴿قُلْ﴾ يا أشرف الخلق ﴿هِي لِلَّذِينَ ءامَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ هذه الزينة التي أحلها الله لعباده ﴿وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ أي المستلذات من الرزق للذين ءامنوا في الحياة الدنيا مع غيرهم.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله