الله تعالى جعل هذا الدين يسرًا
الله تعالى جعل هذا الدين يسرًا
الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن صلوات الله البرّ الرّحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرف المرسلين وعلى جميع إخوانه من النبيين والمرسلين وسلام الله عليهم أجمعين.
أما بعد، فإن الله تبارك وتعالى جعل هذا الدين يسرًا. كانت شرائع الأنبياء كلها على الحق لكن الله تعالى فضل شريعة محمد على سائر الشرائع، هي أيسر الشرائع أي أسهلها على البشرية. كان في بعض الأمم الذين مضَوا إذا قتل إنسان ظلمًا إنسانًا ليس هناك إلا أن يقتل القاتل، لا يجوز المسامحة مجانًا ولا يجوز المسامحة على الدية. أما شريعة محمد فالله تعالى جعلها أحسن من ذلك، أيسر من ذلك، جعل فيما إذا قتل إنسان إنسانًا ظلمًا، التخيير في إحدى ثلاث خصال، إن أراد صاحب الدم، أهل القتيل، ورثته القصاص فلهم أن يقتصوا منه، من القاتل أن يقتلونه كما قتل، كما قتل قتيلهم. وإن شاؤوا يأخذون الدية، يسامحونه على الدية، وإن شاؤوا يعفون عنه مجانًا بلا دية. كذلك بنو إسرائيل، وهم الناس الذين جاؤوا بعد موسى إلى عيسى هؤلاء يقال لهم بنو إسرائيل، الأنبياء فيهم كانوا كثرة، كلما مات نبي يخلفه نبي، إلى أن جاء عيسى عليه السلام. هؤلاء كان إذا أصاب أحدهم البول لا يطهره المـاء، يجب قطع الموضع الذي أصابه البول من الثوب بالمقص. أما في هذه الشريعة المحمدية جعل الماء كافيًا في تطهير البول.
ثم من ذلك أن الله تبارك وتعالى جعل في دينه اليسر بأنه يجوز لعلماء هذه الأمة أن يحدثوا ما يوافق القرءان والحديث مما لم يفعله الرسول ولا قال افعلوا كذا وكذا. من جملة ذلك هذه الطرق، طرق أهل الله، الطريقة القادرية والطريقة الرفاعية والطريقة النقشبندية إلى نحو أربعين طريقة كلها أحدثت بعد الرسول لكنها لا تخالف القرءان والحديث بل توافق القرءان والحديث، وهي قربة إلى الله تعالى. وأول الطرق التي شهرت باسم الطريقة بين المسلمين الطريقة الرفاعية والطريقة القادرية، لأن الشيخ عبد القادر الجيلاني والشيخ أحمد الرفاعي رضي الله عنهما كانا في عصر واحد، كانا في العراق، تقدم الشيخ عبد القادر الشيخ أحمد الرفاعي بالوفاة بنحو بضع عشرة سنة وكلاهما كانا أجل مشايخ أي أولياء عصرهما، وقال كبار أولياء ذلك الوقت عن سيدنا أحمد الرفاعي إنه أجل المشايخ قدرًا أي أجل الأولياء درجة عند الله. ثم هذه الطريقة لها أمثال أحدثها المسلمون مما لم يفعله الرسول ولا قال افعلوا كذا وكذا، إنما العلماء لما وجدوها موافقة للقرءان والحديث أحدثوها، من ذلك المحاريب التي تفتح في قبلة المسجد، هذه المحاريب المجوفة ما كانت أيام الرسول ولا أيام عثمان ولا أيام علي بن أبي طالب، إنما أحدثها عمر بن عبد العزيز عند المائة الأولى، عند مقاربة اكتمال المائة الأولى من الهجرة. فهذه المحاريب لو لم يفعلها رسول الله، لو لم تكن في مسجده في حياته ولا قال اعملوا محاريب لمساجدكم، فهي قربة إلى الله، لا يقال عنها بدعة محرمة، بدعة ضلالة، لا يقال عنها إنها تدخل تحت حديث "وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة" لا يـموهن عليكم المشوشون. الشىء الذي لا يعجبهم يقولون عنه بدعة ضلالة، الرسول ما فعله، حرام، بدعة محرمة، وما يعجبهم مما لم يفعله الرسول ولا قال افعلوا كذا، يسكتون عليه كهذه المحاريب، لو قيل لهم الرسول ما كان لمسجده محراب ولا قال افعلوا لمسجدي هذا ولغيره من مساجدكم محاريب مجوفة. تعرفن المحاريب المجوفة؟ هؤلاء لا تسمعوا لقولهم هذا ما فعله الرسول فهو بدعة ضلالة، لا تسمعوا له. هؤلاء يعكرون على المسلمين أمورهم.
كذلك هذه المآذن ما كانت أيام الرسول، هذه أيام معاوية بعد أربعين سنة من هجرة النبي أحدثت، بعد أربعين سنة، فيما بين أربعين إلى ستين.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله