قال ﷺ نحن الآخرون السابقون
قال ﷺ "نحن الآخرون السابقون"
يوم القيامة أهل الجنة يكونون مائة وعشرين صفًا، ثمانون صفًا من أمة محمد والأربعون من سائر الأمم. والأنبياء كثرة كل أمم أولئك الأنبياء الذين هم كثرة أربعون صفًا من أهل الجنة فيهم أربعون صفًا والثمانون من أمة محمد. لذلك قال الرسول "نحن الآخرون السابقون" من حيث الزمن نحن الآخرون أما من حيث الفضل نحن السابقون. فالله تبارك وتعالى جعل سيدنا محمدًا ءاخر الأنبياء وأمته ءاخر الأمم ليظهر امتيازهم بالفضائل والمزايا التي وهبها لهم ويكون عندهم اطلاع على كل أحوال الأمم الماضين ولا يفضحوا بأمة تأتي بعدهم. كل أخبار الأمم الماضية، فضائحهم، أمته يطلعون ما فعله قوم نوح، ما فعله قوم فرعون وغير ذلك. أما هم بما أنهم ءاخر الأمم لا تأتي أمة بعدهم تفضحهم لأنها ءاخر الأمم، نبيهم ءاخر الأنبياء لا نبي بعده إلى يوم القيامة. مما يشهد لكون أمة محمد أفضل الأمم وكون نبيهم أفضل الأنبياء أن الله تبارك وتعالى أخذ العهد على كل نبي ءادم فمن دونه أنه إن ظهر محمد وهذا النبي حي أن يتبعه ويناصره. أخذ عليهم العهد بذلك وكان كل نبيٍّ يعلم أنه سيأتي نبي اسمه محمد، كل نبيّ، من شواهد ذلك أنه لما بعث سيدنا محمد قبل أن يشتهر، أمره أربعة أشخاص خرجوا من اليمن فأدركهم المبيت في برية، الليل أدركهم في برية فأرادوا أن يستريحوا في النِّصف الأخير من الليل، نزلوا في برية ناموا إلا شخصًا واحدًا، منهم ما أخذه النوم فسمع هاتفًا لا يرى شخصه يسمع صوته يقول له... يقول لهم هذا الهاتف بالشعر الفصيح:
ألا أيُّها الركّبُ المُعَرّسُ بَلِغوا *** إذا ما وَصَلتُم للحَطيمِ وَزَمْزَمَ
مُحمدًا المبعوثَ مِنا تَحيةً *** تُشيّعُهُ مِن حيثُ سارَ ويَممَ
وقولوا له إنّا لدينَكَ شيعةٌ *** بذلكَ أوصانا المسيحُ ابنُ مريمَ
أسمعه هذه الأبيات الثلاثة، لا يرى شخصه إنما يسمع صوته. وهذا الهاتف جني كان مع عيسى. الجن أعمارهم طويلة كان من أتباع عيسى عليه السلام، سمع عيسى وهو يوصي باتباع سيدنا محمد إذا ظهر أن يتابعه أتباعه إذا ظهر ويناصروه ويؤمنوا به. هذا جنيّ من أولئك الذين كانوا ءامنوا بعيسى ثم عاش إلى أن بُعث سيدنا محمد. فهذا الرجل الذي سمع هذا الهاتف لما وصلوا إلى مكة سأل عن سيدنا محمد فدُل عليه فآمن به. هذا دليل على أنَّ سيدنا محمدًا أفضل الأنبياء وأكرمهم على الله وأنَّ أمته أفضل الأمم. إنما أخّره ليظهر فضلهم على من سبقهم من الأمم.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
مرئيات العلّامة الهرري