#

فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ

فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ
الله تبارك وتعالى في الأزل لم يكن معه شىء لا هواء ولا نور ولا ظلمة ولا أرواح ولا زمان ولا مكان، في الأزل لم يكن زمان ولا مكان ولا نور ولا ظلام، النور مخلوق لم يكن في الأزل، لأن معنى المخلوق ما وجد بعد أن كان معدومًا. الله تبارك وتعالى قال ﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾ أي خلق الظلمات وخلق النور، أي أوجدهما بعد أن كانا معدومين. النور كان معدومًا لم يكن والظلام لم يكن وهذا شىء يحتار العقل فيه. عقل الواحد منا إذا فكر في أنه لم يكن في الأزل لا نور ولا ظلام يحتار أليس هكذا؟! لكن حكم الوهم لا يتبع، إنما حكم العقل هذا يعتبر لأن الله تبارك وتعالى قال ﴿فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الأَبْصَارِ﴾ العقل الصحيح إذا نظر نظرًا صحيحًا أي فكر تفكيرًا صحيحًا يصدق بكل ما جاء عن الله تعالى يصدق بأن الله موجود بلا مكان، العقل، لكن الوهم يصعب عليه كما أنه يصعب عليه أن يعرف ما هي الحالة التي كانت قبل النور والظلام، يصعب على الوهم فهمه لكن العقل يصدق، لماذا؟ لأن النور يتغير والظلام يتغير وكل شىء يتغير حادث أي وجد بعد أن لم يكن العقل يقضي بأن النور لم يكن وكذلك الظلمة لم تكن العقل يقضي بأن النور والظلام لم يكونا في الأزل ثم كانا أي وجدا. وأما الله تبارك وتعالى فهو موجود بلا ابتداء، لا يقال متى وجد الله لأنه لا يجوز في العقل أن يكون الله تعالى الذي أوجد هذه الحادثات حادثًا مثلها، لا يجوز أن يقال الله موجود قبل العالم لكن كان سبقه العدم ثم صار موجودًا ولم يكن معه شىء هذا لا يجوز هذا ضد الإيمان.

Tags: فيديوهات مختلفة , مرئيات العلّامة الهرري