اثنتان وسبعون فرقة
اثنتان وسبعون فرقة
ورد في الحديث "ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها بعده لا ينقص من أوزارهم شىء" هذه السنة السيئة التي هي بدعة الضلالة لها أمثلة كثيرة. من ذلك البدع التي أحدثت في الاعتقاد، في العقيدة. أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن بين اثنين منهم اختلاف في العقيدة، إنما الاختلاف في العقيدة حدثت من غير الصحابة كعقيدة الخوارج وعقيدة المعتزلة وعقيدة المشبهة وعقيدة النجارية وغير ذلك، وهم اثنتان وسبعون فرقة. هؤلاء الذين ابتدعوا في العقيدة أي خالفوا ما كان عليه الصحابة. ثم هؤلاء وإن كثرت أساميهم لكنهم بالنسبة لجمهور الأمة المحمدية شىء قليل، شرذمة، شرذمة. لا يزال جمهور المسلمين على العقيدة التي كان عليها الصحابة وإن تغيرت أحوالهم بالنسبة للمعاملة. اليوم وقبل اليوم بزمان جمهور المسلمين ليسوا في المعاملة مثل الصحابة، مع ذلك من حيث المعتقد لا يزالون على ما كان عليه الصحابة يعتقدون، جمهور الأمة إلى الآن يعتقدون أن الله تعالى يرى في الآخرة لا كما يرى المخلوق. أبو حنيفة رضي الله عنه قال: "ورؤية الله لأهل الجنة بلا كيف ولا جهة حق" وعلى ذلك كان السلف كلهم، لا يعتقدون في الله الكيف والشكل والمساحة والحد، بل كانوا يعتقدون أنه موجود لا كالموجودات من غير أن يكون متحيزًا في مكان، من غير أن يكون محدودًا بحد كبير أو بحد صغير أو بحد وسط من غير اعتقاد لون وتغير وتطور في حق الله تبارك وتعالى، بل كانوا متفقين على تنزيه الله تبارك وتعالى عن التحيز في المكان وعن التغير والتلون والتشكل وعن كونه محدودًا. لم يكن عندهم شىء من هذا الاعتقاد، من الاعتقادات الفاسدة، تشبيه الله بخلقه. ولا كان عندهم تكفير المسلم من أجل الذنب، إن كان الذنب كبيرًا وإن كان صغيرًا إلا بالكفر. كانوا لا يكفرون المؤمن إلا إذا حصل منه كفر. أما من أجل الذنوب إن كانت من الكبائر وإن كانت من الصغائر فما كانوا يكفرون المسلم من أجل ذنب. هذه كانت عقيدة الصحابة، وأن الله تبارك وتعالى يغفر الذنوب لمن يشاء إلا الكفر، الكفر لا يغفره أما ما سوى الكفر يغفره لمن يشاء لا لجميع المسلمين، بل من المسلمين من يعذبهم الله تعالى لأنهم ماتوا من غير توبة، كانوا عملوا الكبائر فماتوا بلا توبة، فهؤلاء قسم منهم يعذبهم الله ثم يخرجهم من العذاب، وقسم من المذنبين يسامحهم لا يعذبهم. على هذا الاعتقاد كان أصحاب رسول الله. فجمهور المسلمين لا يزالون على هذا الاعتقاد، نحن اليوم جمهور المسلمين الأشاعرة والماتريدية هذا اعتقادنا.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله