#

الملك المظفر

الملك المظفر
من السنة الحسنة ما أحدثه الملك المظفر صاحب إربل من عمل المولد في شهر ربيع الأول شكرًا لله تبارك وتعالى على إبراز سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في ذلك الشهر بالتصدق، بالإطعام، بإطعام الناس الأطعمة الفاخرة وعمل المبرات. وكان هذا الملك عالـمًا شجاعًا تقيًا غازيًا فالعلماء لما علموا بهذا الأمر أي بما فعله هذا الملك، ملك إربل، أعجبهم هذا الفعل ما أنكروا عليه. حتى إن بعض حفاظ الحديث كان من المغرب متوجهًا إلى البلاد الشرقية فمر ببلد هذا الملك فعلم بالأمر الذي فعله هذا الملك فأعجبه هذا الحافظ الكبير يقال له ابن دحية عمل له مولدًا سماه "التنوير في مولد البشير النذير" هو أول من عمل كتابًا في المولد. ثم تبعه بعد ذلك علماء من علماء الحديث والفقه كالحافظ أبي سعيد العلائي والحافظ زين الدين العراقي وغيرهم، وكان حدوث عمل المولد في السنة السادسة في أواخر السنة السادسة. ثم بعد ذلك استمر هذا الأمر في بلاد الإسلام في الشرق والغرب، كان ملوك يتنافسون فيه والزهاد والأتقياء والصالحون كانوا يشتغلون بذلك لأنهم رأوه سنة خير لأنه شىء يوافق شرع الله. ماذا في عمل المولد؟ فيه قراءة شىء من القرءان وفيه ذكر سيرة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه الإطعام، إطعام الناس الطعام والحلويات. هذا شىء لا ينكره القرءان ولا الحديث، مدح الرسول جاء في القرءان وجاء في الحديث، القرءان مدح الرسول والرسول عليه السلام مدح من بعض الصحابة في وجهه فأقر ولم ينكر. والصدقة أمر أمر بها الشرع وتعظيم الرسول أمر أمر الله به فلذلك وافق العلماء عليه ولا يزال المسلمون يعملونه إلى يومنا هذا.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , أعلامنا