عبد الرحمن بن أبي نُعَم
عبد الرحمن بن أبي نُعَم
هؤلاء الأولياء الله تبارك وتعالى أراد بهم خيرًا كثيرًا، فحفظ الله تعالى ألسنتهم مما يوقعهم في الهلاك من الموبقات، ألسنتهم وأيديهم وسائر جوارحهم، حفظ الله تعالى لهم جوارحهم من الموبقات أي من الذنوب الكبائر المهلكات. الله تبارك وتعالى يعطيهم لذة بعبادته، راحة قلب، أحدهم يشتاق للصلاة ليس كأغلب الناس، الصلاة يؤمن بها المؤمن أنها حق وأن الله يحبها لكن لا يجدون تلك اللذة في الصلاة، أما هؤلاء الأولياء يجدون اللذة في الصلاة، لما يدخلون في الصلاة هذا عندهم ألذ من المأكل اللذيذ الفاخر والثياب الفاخرة إلى غير ذلك، يرتاح، قلوبهم ترتاح للصلاة أكثر. هذا من أحوالهم التي خصهم الله تبارك وتعالى بها في الدنيا. فلذلك نفوسهم تسرع إلى طاعة الله تبارك وتعالى ولا تتوانى عن طاعة الله كما تتوانى نفوس غيرهم، وكذلك يسرعون في الهروب من معاصي الله تعالى ليس كغيرهم، فالله تبارك وتعالى أكرمهم في الدنيا بأن جعلهم على هذه الصفة حتى يكونوا بالمحل الأعلى في درجات الآخرة. وهذا شىء محسوس لأهل الله أولياء الله. أحدهم كان حبسه الحجاج بن يوسف وضعه في السجن ليموت من الجوع، أراد أن يقتله بالجوع وشدد حراسة السجن الذي هو فيه من أن يدخل إليه بأكل أو شراب بطعام أو شراب، بعد خمسة عشر يومًا فتح السجن الذي هو فيه فوجدوه قائمًا يصلي. الله تبارك وتعالى أعطاه لذة بدون أكل وبدون شراب خمسة عشر يومًا ظل يتطوع لله تبارك وتعالى بالعبادة فلما أخبر الحجاج بأنهم وجدوه قائمًا يصلي يعني على زعمه مات هو مات يكون جَيَّف أي أنتن وانتفخ كأغلب الناس إذا ماتوا بعد ثلاثة أيام ينتفخون تتفسخ أبدانهم تتفسخ يخرج منها القيح والصديد، تكون رائحة الميت على حسب العادة منتنة منتنة منتنة جدًا، هذا لما وجدوه على خلاف ما ظن هو هذا الحجاج الظالم دخل قلبه شىء فأعفاه من القتل ما عاقبه بعد ذلك، تركه أخلى سبيله، يسمى هذا الولي عبد الرحمن بن أبي نُعَم.
Tags: مرئيات العلّامة الهرري , أعلامنا