#

لا يصح إيمان بلا إسلام ولا إسلام بلا إيمان

لا يصح إيمان بلا إسلام ولا إسلام بلا إيمان
هو الحقيقة أنه لا يصح إيمان بلا إسلام ولا إسلام بلا إيمان، لكن معناهما اللغوي يختلف. الإسلام مفهومه اللغوي الانقياد، فمن تشهد بالشهادتين فهو مسلم لكن لا يكون صحيحًا إلا مع التصديق القلبي بمعنى الشهادة، إلا أن يصدق بقلبه بمعنى الشهادة. بمجرد اللفظ لا يكون مسلمًا إسلامًا صحيحًا، كذلك الإيمان هو التصديق بالقلب بمعنى الشهادتين، وهذا التصديق أيضًا وحده لا ينفع بدون الشهادة، بدون اللفظ. فالإيمان والإسلام من حيث الصحة والاعتبار متلازمان، لا يوجد إسلام بلا إيمان ولا إيمان بلا إسلام وذلك لأنه لو قال شخص أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله، رجل كافر قال هذه الكلمة لكن ما صدق بالقلب فإسلامه غير معتبر لأنه ما حصل التصديق بالقلب، إسلامه غير معتبر. وكذلك من صدق بقلبه، الكافر يصدق بقلبه أنه لا يوجد من يستحق أن يعبد أي أن يتذلل له نهاية التذلل إلا الله، الله وحده هو الذي يستحق أن يعبد وأما من سواه من إنسان أو كوكب شمس أو قمر أو شعرى – كوكب غير الشمس والقمر، كان بعض العرب يعبدونها اسمها الشعرى، رجل كافر نطق بالشهادتين لكن ما صدق بمعناهما إسلامه غير معتبر، عند الله غير معتبر، أما نحن نحكم له بالإسلام.
أما قول الله تعالى ﴿قَالَتِ الأَعْرَابُ ءامَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ﴾ فمعناه أن أولئك الأعراب، قالوا ءامنا بألسنتهم لكن قلوبهم ما صدقت فهم كاذبون، كانوا كاذبين قالوا نحن مؤمنون ءامنا، هؤلاء الأعراب كانوا في زمن الرسول، بدو، رجال بدو يلحقون الإبل، يذهبون مع الإبل والمواشي يتنقلون، لم يكونوا من أهل المدن يتنقلون ليسوا مستقرين في مكان يمشون مع الإبل، مع الغنم، مع البقر يمشون مع الماشية، هؤلاء جفاة، قساة القلوب قلوبهم قاسية، كانوا يقولون بألسنتهم، قالوا بألسنتهم ءامنا، الله تعالى يعلم بواطنهم فكذبهم. قال لسيدنا محمد قل لهم لم تؤمنوا، ما ءامنتم أي ما صدقتم ولكن قولوا أسلمنا إنما انقدنا، قولوا انقذنا يعني خضعنا، خضعنا ظاهرًا، ظاهرًا استسلمنا، استسلمنا ظاهرًا أما الإيمان فلم تؤمنوا، الله قال لرسول الله قل لهم، معناه بين كذبهم، ﴿أَسْلَمْنَا﴾ معناه هنا انقدنا ظاهرًا استسلمنا معناه تشبهنا بالمسلمين باللفظ، أما إيمان معتبر عند الله صحيح لا يوجد بلا إسلام ولا يوجد إسلام معتبر عند الله بلا إيمان إلا من كان كافرًا ثم بقلبه صدق بمعنى الشهادتين، ثم مات في اللحظة قبل أن ينطق، صدق ثم قبل أن ينطق مات هذا ينفعه تصديقه عند الله في الآخرة يحشر مع المسلمين، هذ مستثنى لأنه ما وجد وقتًا يتشهد فيه، كان كافرًا لا يصدق بالإسلام، بالدين، لكن لحظة من اللحظات صدق قال لا معبود بحق إلا الله ومحمد رسول الله بقلبه ثم مات في اللحظة قبل أن ينطق بلسانه، هذا عند الله تعالى مؤمن. لكن نحن ما اطلعنا على حقيقة حاله نحن لا نعتبره مسلمًا حتى نصلي عليه وندفنه في مقابر المسلمين لكنه عند الله مؤمن كغيره من المسلمين، هذا له عذر لأنه ما وجد وقتًا ينطق فيه لأن التصديق هو يسبق، الكافر إذا أراد أن يسلم أولًا يصدق بقلبه ثم ينطق بالشهادة. هذا الذي قال الإسلام غير الإيمان عبارته غير محررة، الحاصل أنه لا يصح الإيمان بلا إسلام ولا الإسلام بلا إيمان.
﴿وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا﴾ معناه قولوا استسلمنا أنتم ما ءامنتم ولكن قولوا استسلمنا أي خضعنا لكم أي أظهرنا لكم أننا مسلمون أما أن تقولوا مؤمنين فلستم مؤمنين.

Tags: فيديوهات مختلفة , مرئيات العلّامة الهرري