الكلمة الواحدة تأتي لعشرين معنى في لغة العرب
الكلمة الواحدة تأتي لعشرين معنى في لغة العرب
لغة العرب واسعة، الكلمة الواحدة تأتي لعشرين معنى، ولسبع عشرة معنى، ولعشر معان، ولخمس عشرة معنى، واسعة، الذين نزل القرءان بلغتهم في زمن الرسول يعرفون المجاز والحقيقة، يعرفون الكلمات التي يراد بها المجاز والكلمات التي يراد بها الحقيقة. الكلمة الواحدة يعرفون لها معاني عديدة، ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ هم يعرفون في لغتهم، الذي كانوا يتحاورون به كلمة "اسْتَوَى" يفهمون لها معاني عديدة، من جملتها قهر، ومن جملتها قعد على الدابة أو على الكرسي أو على السرير، ومن جملتها تمَّ، استوى أي تمَّ، إلى غير ذلك من معان عديدة. كذلك كلمة فوق يفهمون منها الفوقية الحسية وفوقية الرتبة، كذلك اليد يفهمون لها أكثر من نحو سبع عشرة معنى. كذلك يفهمون للوجه نحو ثلاث معان. الوجه الذي هو يتصف به المخلوق، يفهمون هذا من كلمة الوجه، ويفهمون من الوجه القصد.
استغفر الله ذنبًا لست محصيه ***** رب العباد إليه الوجه والعمل
قال بعض الشعراء الذين كانوا في ذلك الزمن.
رب العباد إليه الوجه أي إليه القصد والعمل أي الذي يقصد التقرب إليه ويقصد بالعمل الصالح، هذا معناه. كذلك الطاعة يقال لها وجه في لغة العرب القدماء، الطاعة يطلق عليها الوجه. وعلى هذا حديث رسول الله "المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون المرأة من وجه الله إذا كانت في قعر بيتها".
هذا الحديث فيه إضافة الوجه إلى الله، والمعنى فيه طاعة الله. وأقرب ما تكون المرأة إلى وجه الله إذا كانت في قعر بيتها. هنا الوجه لا يفهم منه الجسم إنما يفهم منه الطاعة. وأقرب ما تكون المرأة من وجه الله إذا كانت في قعر بيتها، أي إلى طاعة الله. أقرب ما تكون المرأة إلى طاعة الله إذا كانت في قعر بيتها. هكذا العرب القدماء يستعملون الوجه في زمن الرسول بمعنى الطاعة، وبمعنى القصد، وبمعنى الذات، وبمعنى الجسم المعهود الذي هو جزء من المخلوقات، وجه الإنسان جزء منه. ووجه الملائكة كذلك جزء من جسمهم، من أجسامهم. وكذلك الجن لهم وجوه بمعنى الجزء من أبدانهم. ثم الله تعالى ابتلى بعض الناس بأن يفسروا هذه الكلمات التي وردت في القرءان بالمعنى الذي يطلق على المخلوق فكفروا، جعلوا لله أمثالًا، جعلوا الله تعالى مثل خلقه. الذي يكون له وجه بمعنى الجزء مركب، والمركب يحتاج إلى من ركبه فنحن بما أن لنا حجمًا وأجزاء نحتاج إلى من ركبنا على هذه الأجزاء فنحن مخلوقون. أما الخالق للعالم كله لا يجوز أن يكون جسمًا حجمًا له أجزاء، لا يجوز أن يكون حجمًا صغيرًا ولا يجوز أن يكون حجمًا كبيرًا إنما الذي هو يوصف به بأنه ليس حجمًا بالمرة. لو كان له حجم صغير لاحتاج إلى من أوجده على هذا الحجم الصغير، ولو كان حجمًا كبيرًا كالعرش لاحتاج إلى من أوجده على ذلك الحجم المخصوص.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله