#

قال الله تعالى: ءَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ

قال الله تعالى ﴿ءَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ﴾

هذه الآية التي ذكر الله فيها ما حصل لعيسى عليه السلام أو سيحصل يوم القيامة مما ورد في القرءان أن الله تعالى يقول له ﴿ءَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ﴾ الله تعالى ذكر في القرءان أن عيسى قال ﴿مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ﴾ إلى أن قال ﴿إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. هذه الجملة الأخيرة ﴿وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾ الذي لا يتلقى العلم من أهل المعرفة يظن أنها يظن، أن هذه الجملة تعني أن الذين كانوا على عبادته وعبادة أمه منهم من يغفر لهم، وهذا هلاك، وهذا كذب على الله. إنما معنى الآية ﴿وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ﴾ أي للذين آمنوا منهم، ﴿وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ﴾ أي للذين آمنوا ﴿فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾، ليس معناه لأولئك الذين عبدوني وعبدوا أمي إن شئت تغفر لهم، ليس هذا معناه، إنما معناه إن عذبت أولئك الذين ماتوا على ذلك، على عبادتي وعبادة أمي عدل منك أن تعذبهم وإن غفرت للذين آمنوا بعدما كانوا كذلك، لأن من النصارى من كانوا على تلك الحال أي على عبادة عيسى وأمه ثم انقلبوا إلى الإسلام. ﴿وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ﴾ أي لأولئك الذين آمنوا ﴿فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾. أنت تتصرف بعلمك وحكمتك هذا معناه، معناه هذا فضل منك، غفرت لأولئك الذين تابوا من عبادة المسيح وعبادة أمه، هذه كثير من الناس هنا يهلكون يظنون أن الله قد يغفر لأولئك الذين ماتوا وهم يعبدون عيسى وأمه وقسمًا منهم يعذبهم هذا كفر. من فهمه من هذه الآية هذا الفهم الفاسد فقد كفر. لذلك لا يجوز أن يكتفي الإنسان بأن يطالع في كتاب من الكتب ويظن بنفسه أنه أخذ كفايته من علم الدين.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , عيسى ابن مريم ﷺ