#

عيسى المسيح ﷺ جاء بحفظ العقل

عيسى المسيح ﷺ جاء بحفظ العقل

قال عليه الصلاة والسلام "قال لي جبريل مدمن خمر كعابد وثن" شبهه، شبه شارب الخمر المدمن عليها أي المداوم عليها بعابد الوثن، وهذا يدل على أنها من أحرم الحرام ولا يصح عن نبي من الأنبياء أنه شجع عليها. سيدنا عيسى عليه السلام يفتري عليه بعض الناس يقولون أنه قال "قليل من الخمر يفرح قلب الإنسان" وهذا كذب وافتراء على سيدنا المسيح لأن الأنبياء لا يشجعون على ما فيه اتلاف العقل. كل الشرائع من لدن آدم إلى عيسى إلى سيدنا محمد متفقون أصحاب الشرائع كلهم على وجوب حفظ العقل، والخمر اتلاف للعقل، فلا يمكن أن يشجع نبي على شربها، لا يمكن. ومن مفاسدها العظيمة أن ملك المجوس، هؤلاء الذين يعبدون النار كانوا ببلاد فارس، شرب خمرًا ذات يوم فوقع على أخته ثم لما صحا من سكره فكر في أن يمشي في قومه في رعيته زواج الأخ أخته، فجمع أناسًا من رعيته فقال لهم نحن أحسن من آدم، آدم كان يزوّج بنيه من أخوتهم، نحن لسنا أحسن من آدم، نمشي على ما كان عليه آدم، فوافقه بعضهم وخالفه بعضهم، الذين خالفوه قتلهم، فمشى هذا الأمر فيهم. إلى الآن يتزوج الأخ أخته، حتى إنهم تجاوزوا إلى أن تزوجوا البنت، تزوجوا من بناتهم، هذا صار عندهم زواجًا عاديًّا ثم لما فعل ملكهم هذا كان لهم كتاب سماويٌّ، كتاب أنزله الله على بعض الأنبياء يدرسونه يقرؤونه رفع هذا الكتاب من بينهم لأنهم كفروا، كتابهم رفع. هذا من جملة مفاسد الخمر إلى غير ذلك من القبائح والفظائع. ذكر لنا أن بعض الذين يَسكرون يقفز ليتناول القمر، يظن أن القمر في متناول منه. فالخمر التي هي نتائجها هذه القبائح لا يجوز من نبي الأنبياء أن يشجع عليها، أما أن يسكت إلى أن ينزل عليه وحي بتحريمها على الناس فهو صحيح. سيدنا محمد كان يعرف أن العرب كانوا مولعين بشربها حتى إن كثيرًا من أصحابه كانوا متعودين شربها، ثم بعد أن أسلموا ما نهاهم عنها لأنه ما نزل عليه الوحي بأن يحرمها عليهم، كان يسكت فقط، أما أن يشجع فلا.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , عيسى ابن مريم ﷺ