#

معنى قول الله أكبر

معنى قول "الله أكبر"
أئمة الهدى نفوا الحدّ عن الله تعالى، لأن الشىء الذي له حدّ يحتاج إلى من جعله على ذلك الحدّ. الشىء الذي له حدّ مهما كان ذلك الحدّ واسعًا كبيرًا لو كان مئات الملايين أكبر من العرش أو كان أصغر كحدّ الإنسان، الإنسان أربعة أذرع طولًا وذراع عرضًا، فهو مخلوق حادث يحتاج إلى من جعله على هذا الحدّ. وقول المسلمين "الله أكبر" ليس معناه أنه جرم عظيم إنما معناه أكبر قدرًا وقوة، أكبر من كل كبير قدرًا وقوّة، "الله أكبر" أي أقوى من كل قويّ، وأعلم من كل عالم. فلا يجوز أن يعتقد في الله أنه شىء ممتد لا نهاية له، ولا يجوز أن يعتقد فيه أنه شىء له امتداد صغير، كل هذا لا يجوز على الله، إنـما الذي يجوز في حق الله تعالى أن يعتقد هو أن يعتقد أنه لا يشبه شيئًا مما خلق بوجه من الوجوه. أهل الحق ينزهون الله عن الحركة والسكون لأن الحركة والسكون من صفات البشر، لذلك الإمام أحمد بن حنبل أوّل هذه الآية ﴿وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا﴾ قال إنما جاءت قدرته، لأنه لا يجوز على الله الحركة والسكون والتنقل فسّر ﴿وَجَاء رَبُّكَ﴾ بـمجيء القدرة لأنه يعتقد أن الحركة والسكون لا يجوزان على الله تعالى، فلو كان يعتقد في الله تعالى الحركة والسكون ما قال في تفسير هذه الآية "إنما جاءت قدرته". هذا كان من الذين أخذوا علم الحديث من الإمام مالك، صاحب المذهب، والإمام أحمد بن حنبل بعده، ذو النون المصريّ قبل الإمام أحمد لأنه أدرك زمانًا من عشرات السنين، في القرن الثاني الهجري، حتى تلقى العلم من الإمام مالك، أما الإمام أحمد من أهل القرن الثالث كلاهما قال "مهما تصورت ببالك فالله بخلاف ذلك"، معناه الله تعالى لا يعلم بالوهم لأن الوهم يتصوّر الله تعالى شيئًا له حجم في جهة من الجهات كالعرش وهذا لا يعتبر، إنـما العقل هو الذي يعتبر، العقل يقضي بأن الخالق لا يشبه المخلوق والعقل يقضي بأن الله تبارك وتعالى لا يشبه شيئًا مـما خلق.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله