#

هذا العالم لم يخلق كله دفعة واحدة

هذا العالم لم يخلق كله دفعة واحدة
هذه العوالم لم تخلق كلها دفعة واحدة، الله تعالى ما خلق العالم دفعة واحدة. خلق بعضًا منها ثم خلق بعضًا ءاخر، وهكذا. هو كلّ يوم في شأن، كل يوم هو في شأن أي يحدث ما يشاء ويغيّر ما يشاء، أما هو لا يتغيّر، هو لا يتغيّر، لكنه يغيّر ويحدث ما يشاء. فأول شىء أحدثه الله تعالى من العدم هو الماء، خلق الله تعالى الماء، ولم يخلق قبله شيئًا، لم يكن قبل الماء شىء من المخلوقات. هذا الماء هو الماء الذي تحت العرش، أما الماء الذي نحن نراه هذا تغير، تغير عما كان عليه، تغيَّرت صفته عما كان عليه. ثم بعد هذا الماء خلق العرش، العرش جرم كبير، هو أعظم الأجرام المخلوقة وله قوائم، هو ليس كرويّ الشكل، بل له قوائم كالتخت، له قوائم، تعرفون القوائم؟ السرير العاديّ أليس له قوائم؟ ذلك العرش له قوائم لكنه أعظم خلق الله تعالى. ما خلق الله تعالى أعظم منه. الله تعالى خلق بعد الماء العرش من الماء، خلقه من الماء. ثم خلق القلم الأعلى، ليس هذا القلم الذي نعرفه نحن. ثم خلق اللوح المحفوظ فأمر الله تعالى القلم بأن يكتب فجرى بقدرة الله تعالى من غير أن يمسكه خلق من خلق الله تعالى، بل بقدرة الله تعالى جرى فكتب على اللوح المحفوظ ما كان وما يكون إلى نهاية الدنيا. حتى الأعراض التي تصيب الإنسان قد كتبها القلم وفرغ منها، قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة جرى القلم على اللوح المحفوظ فكتب ما كان وما يكون، ولا يولد إنسان ولا يموت، ولا تنزل قطرة ماء من السماء إلا على حسب ما كتب في اللوح المحفوظ. وذلك قبل أن يخلق الله السموات والأرض بخمسين ألف سنة، كلّ شىء يحدث بعدما جرى القلم على اللوح المحفوظ، كلّ شىء يحدث إلى نهاية الدنيا فهو مما كتبه القلم على اللوح المحفوظ. وهذا اللوح المحفوظ ورد في الحديث أنه مسيرة خمسمائة عام.
هذه الأرض التي نحن عليها وهذه السماء التي ننظر إليها وكل ما في هذا الهواء، في هذا الفضاء من شمس وقمر ونجوم، كلّ هذا خلق من بعدما جرى القلم على اللوح المحفوظ وسطر وكتب ما كان وما يكون إلى نهاية الدنيا بخمسين ألف سنة. هذه أرضنا هذه كثير من الجهال يظنون أن هذه لم تزل موجودة، لا يظنون أنّها كانت معدومة في الأزل ثم وجدت، لا يدرون. كذلك كثير من الجهال الذين لا علم لهم بعلم الدين يظنون أن هذه الشمس لم تزل موجودة، وأن هذه النجوم لم تزل موجودة، وكل هذا غير صحيح بل كل هذه الأراضي، الأرض التي نحن عليها، والتي تحتها، والتي تحت تلك، والتي تحت هؤلاء الأراضي الثلاث إلى السابعة لم تكن في الأزل ثم كانت، أي أوجدها الله تعالى بعد أن لم تكن، جعلها موجودة فكانت موجودة. فلا شىء أزليّ إلا الله، لا شىء أزليّ أي لم يسبقه عدم إلا الله، الله تعالى هو الأزلي الذي لم يسبقه عدم.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله