#

الله لا يشبه شيئا

الله لا يشبه شيئا
معنى العبادة نهاية التذلل، لا أحد يستحقّ نهاية التذلل إلا الله. الله تعالى نتذلل له نهاية التذلل وذلك لأنه هو الذي خلق هذا العالم بأسره، هو الذي خلقنا وهو الذي يحفظ علينا وجودنا إلى حيث يشاء هو. يحفظ علينا وجودنا إلى الوقت الذي شاءه ثم بعد ذلك يـميتنا، فهو الذي خلق الموت والحياة ولا شىء يخلق شيئًا إلا الله، ﴿هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ﴾، لأن الله تعالى موجود لا كالموجودات، لا يشبه شيئًا من الموجودات، لا يشبه الإنسان، لا يشبه النبات، لا يشبه المعادن، لا يشبه الجواهر، لا يشبه النيّرات، النيّرات هي الشمس والقمر والنجوم، ولا يشبه الهواء، ولا يشبه الأرواح، لا يشبه الروح، ولا يشبه الملائكة، ولا الجنّ ولا الإنس، لا يشبه العوالم الكثيفة ولا العوالم اللطيفة. العوالم الكثيفة كالأرض والسموات والإنسان والنبات والمعدن. وأما العالم اللطيف فهو كالهواء والروح والجنّ والملائكة، هؤلاء من العوالم اللطيفة. الله تعالى لا يشبه هذا ولا يشبه هذا، لا هو كالإنسان أو الأرض أو المعدن أو النبات من الأشياء الكيثفة، ولا هو كالهواء أو الروح أو الملائكة أو الجنّ من الأجسام اللطيفة.
هو العالم يقسم إلى قسمين كثيف ولطيف، ثم يقسم إلى قسمين باعتبار ءاخر، فيقال جوهر وعرَض. فالجوهر هو الشىء الذي يشغل فراغًا أي مكانًا، الشىء الذي يشغل فراغًا أي مكانًا يسمَّى جوهرًا. وأما العرض ما يقوم بالجسم، الإنسان جسم، وتقوم به أعراض كحركته وسكونه ولونه وخواطره وفهمه ونحو ذلك من كل ما يتصف به، هذا الجسد، جسد الإنسان، يسمى عرضًا. فالله تعالى هو خالق ذلك كله، هو خالق الأجسام وخالق الأعراض التي تقوم بالجسم، الحركة والسكون ونحو ذلك فهذا يسمى عرضًا. الله تعالى لا يشبه العالم بأسره لأنه هو الذي خلق هذا العالم بأسره، هو الذي خلق العالم بأسره، فهو لا يشبه هذا العالم بوجه من الوجوه، لا يشبه العالم بوجه من الوجوه. فيجب على الإنسان أن يعتقد أن الله تبارك وتعالى كان قبل كل شىء، كان قبل العالم اللطيف وقبل العالم الكثيف فلا يجوز اعتقاد أن الأرض لم تزل موجودة إلى غير بداية، بل وجود الأرض له بداية، كذلك السموات والشمس والقمر والنجوم، حتى هذا الهواء، حتى النور والظلمات، كل ذلك لم يكن في الأزل، لم يكن في الأزل إلا الله. كان الله في الأزل وحده، لم يكن في الأزل نور ولا ظلمة ولا هواء ولا روح، لم يكن في الأزل نور ولا ظلمة، ولا هواء ولا روح لم يكن في الأزل شىء إلا الله. أما الله تبارك وتعالى فهو موجود بلا بداية. أي لم يسبقه عدم، كل شىء سبقه عدم إلا الله، كلّ الأشياء التي نراها والتي لم نرها كانت معدومة ثم صارت موجودة، الله تعالى أوجدها.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله