لا يضاعف شىء من السيئات في المسجد الحرام
لا يضاعف شىء من السيئات في المسجد الحرام
ثم السيئات لا يضاعف شىء منها في المسجد الحرام أو في مسجد الرسول إلا من عمل بظلم كبير، مثلًا قتل نفس مؤمنة بغير حق أو قطع طرف ظلمًا وعدوانًا أو فقىء عين ظلمًا وعدوانًا وما أشبه ذلك، هذا الذي قال الله فيه ﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الحج/25] يعني أن الذي يجني جناية يظلم ظلمًا كبيرًا في المسجد الحرام حتى لو لم ينفذ لكنه أراد، الله تبارك وتعالى جعل جزاءه عذابًا أليمًا لأنه تعالى قال ﴿وَمَن يُرِدْ فِيهِ﴾ هذا أبلغ من أن يقال ومن يفعل فيه ظلمًا، فأفهمنا الله تبارك وتعالى بهذه الآية أن من يفعل الظلم أي بعض أنواع الظلم وهو ما كان كبيرًا كالجناية على النفس أو بالأطراف أو ما يشبه ذلك في مكة في المسجد الحرام، ومن أراد ذلك ولم يفعل أي صمّم ذلك ولم يفعل فإنه يستحق عذابًا أليمًا، هذا الذي يصح أن يقال إن المعصية في الحرم تزيد على المعصية في غير الحرم، أما مطلق أنواع المعاصي فلا يجوز تعميمه، لأن هذا الحديث لم يثبت حديث حسنة الحرم بمائة ألف حسنة وسيئة الحرم بمائة ألف سيئة ما ثبت، الناس ولعوا بحب المبالغة، كم من فقهاء يذكرون هذا في كتبهم في مؤلفاتهم أن حسنة الحرم بمائة ألف حسنة على الإطلاق من غير تقييد بالصلاة وأن سيئة الحرم بمائة ألف سيئة، وما كان ينبغي لهم ذلك لأنه لم يرد في ذلك حديث صحيح ثابت.
Tags: مرئيات العلّامة الهرري , الحج رحمة