#

العين حق

العين حق
الرسول عليه السلام علمنا ما ينفعنا، قال عليه الصلاة والسلام "العين حق ولو كان شىء سابَقَ القدر سبقته العين" معناه العين، الإصابة بالعين حق موجود، موجود، لو كان شىء يغلب قدر الله لغلبته العين، لكن لا يغلب شىء قدر الله، معنى ذلك العين لما تصيب إنما تصيب بمشيئة الله، لا تصيب إلا بمشيئة الله، أما إذا لم يشأ الله في الأزل أن تصيب هذه العين الشىء الذي نظرت إليه لا تصيبه، هذا معنى قول الرسول "العين حق" فلو كان شىء سابق القدر سبقته العين، لا شىء يغلب قدر الله، أي لا شىء يغلب قدر الله، وعلمنا ما ينفعنا لإصابة العين، من جملة ما جاء في الحديث عن رسول الله أن الشخص إذا أعجبه شىء فنظر إليه أن يقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله، فلا يصيبه لا يضره، هذا الذي من عادته أن يصيب بعينه إذا نظر إلى شىء فأعجبه إذا قال هو هذا الذي يصيب بالعين ما شاء الله لا قوة إلا الله اللهم بارك فيه ولا تضره، إذا قال هذا يسلم الشخص المعيون.
ثم إن الرسول عليه السلام قال "إن فناء أكثر أمتي بالأنفس" أكثر أمتي سبب موتهم بالأنفس، أي بالعين، بإصابة العين، هذه الأمراض المستعصية التي الأطباء لا يؤثرون عليها ترجع إلى إصابة العين. "إنَّ فناء أمتي بعد كتاب الله وقَدَرِه بالأنفس" أي مع قدر الله، أكثر سبب موت أمتي بالعين، الله تعالى جعل سبب ذلك العين، لا شىء يؤثر بدون مشيئة الله، لا العين تؤثر إلا بمشيئة الله الأزلية، ولا النار تحرق إلا بمشيئة الله، ولا الخبز يشبع إلا بمشيئة الله، ولا الماء يروي إلا بمشيئة الله، ولا السمّ يضر إلا بمشيئة الله، ولا الدواء ينفع إلا بمشيئة الله، الله تعالى هو يخلق الإحراق لما تصيب النار الشىء، وهو الذي يخلق الهلاك عند استعمال السم، هو الذي يخلق الري عند شرب الماء، وهو الذي يخلق الشبع عند تناول الخبز، الخبز لا يحفظ الصحة إلا بمشيئة الله. بعض أولياء الله يقضون زمانًا طويلًا بدون أكل ولا شرب وصحتهم تامة لا ينقص ذلك من صحتهم شيئًا. كان قبل عشرين سنة شيخ في سوريا اسمه الشيخ محمد طوقان، خمس عشرة سنة لا يأكل ولا يشرب، ثم هو صحته تامة كاملة، يتجول، كثير الأسفار، حتى إنه مرة جاء إلى حلب، مدينة حلب، فوصل الخبر إلى محافظ مدينة حلب أنه جاء شيخ يقال له محمد طوقان لا يأكل ولا يشرب، قال هذا كلام غير صحيح، استنكر هذا، فقال إيتوا به، احبسوه في بيت لا تدخلوا عليه طعامًا ولا شرابًا، فحبسه ثلاثة أيام ثم فتح باب السجن فوجدوه صحيحًا، ما حصل له ضعف، فسلّم المحافظ فتركه، هذا دليل على أن ترك الأكل لا يخلق الموت والهلاك والضعف، إنما الله يخلق وإذا لم يشأ الله تعالى أن يحصل ضعف وهلاك عند فقدان الأكل لا يحصل.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , شرح حديث