#

كفى بالمرء إثما أن يحدّث بكل ما سمع

كفى بالمرء إثما أن يحدّث بكل ما سمع
هؤلاء الذين يروون الحكايات التي لا يعرف لها أصل، هل هي من اليهود أم من المجوس أم من غيرهم من مدعي الإسلام وليسوا من أهل الإسلام في الحقيقة، يروون ما سمعوا من غير معرفة بمرتبة هذا الكلام، هؤلاء هالكون لا بد هالكون. وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كفى بالمرء إثمًا أن يحدّث بكلِّ ما سمع" الإنسان الذي يروي كل ما يسمع لا بد أن يقع في المعاصي، لا بد أن يهلك بالمعصية الذي يروي كل ما يسمع لأن بعض ما يسمع لا بدَّ كذب وفساد. فالذي يحكي كل ما يسمع فلا بد أن يقع ويهوي في المهلكة.
كان عمر بن الخطاب يسمع الحديث من شخص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يكن سمعه هو من رسول الله، كان يحتاط بأن يأتي شخص ءاخر يشهد بما يروي هذا الشخص عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. كان من شدة احتياطه للعلم يسمع بعض الأحيان شخصًا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول كذا وكذا فيطلب شخصًا ءاخر، ثم يطلب شخصًا ءاخر يوافق هذا الصحابي الذي رأى الرسول، معروف أنه من أصحاب الرسول، حتى يشهد ما شهد به هذا، فكيف بهذا الوقت الذي دونت فيه أخبار أصلها من أهل الكتاب وبعضها مأخوذة من المجوس وبعضها مأخوذة من الوثنيين وبعضها مأخوذة من الملحدين الذين لا ينتسبون إلى دين.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , شرح حديث