#

اللهم قني شر نفسي

اللهم قني شر نفسي
أما بعد، فإنـي أذكر لكم بعون الله في هذا المجلس حديثًا أخرجه ابن حبّان من طريق محمد بن الزبير بن مُطعِم رضي الله عنه قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلّم رجل وقال: "يا محمّد إن عبد المطّلب كان خيرًا منك لقومه يطعمهم الكبد والسّنام وأنت تنحرهم" فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما شاء الله"، ثم قال الرجل: "يا محمّد علمني ما أقول"، قال: "قل اللهم قني شرَّ نفسي واعزم لي على رشد أمري". فانطلق الرجل ولم يسلم ثم جاء وقال: "يا رسول الله إني أتيتك وقلت لك ما أقول فقلت لي قل اللهم قني شرّ نفسي واعزم لي على رشد أمري -وكان لم يسلم قبلها في المرّة الأولى- والآن حين أسلمت ماذا أقول؟"، قال قل: "اللهم قِني شرّ نفسي واعزم لي على رُشدِ أمرِي اللهم اغفر لي ذنبي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما جهلت". هذا الحديث الصحيح فيه الدليل على أمر مهم وهو أن الإنسان إن كان كافرًا لا يجوز له أن يقول "اللهم اغفر لي ذنبي"، لأنه لو كان ذلك جائزًا كان علمّه، علّم هذا الرجل الذي جاءه وهو مشرك أن يقول ذلك لكن بما أنه لا ينفعه قول "ربّ اغفر لي" أو "أستغفر الله" ما دام هو على الكفر أرشده إلى أن يقول دعاءً جائزًا له وإن كان كافرًا وهو طلب الوقاية من شر نفسه، أرشده الرسول عليه السلام إلى أن يطلب من الله ويدعو بالسلامة من شرّ نفسه وأن يلهمه ما هو خير له أي أن يعمل ما هو خير له وما هو نافع له وعلمه هاتين الكلمتين وهما "قني شرّ نفسي واعزم لي على رُشدِ أمري"، ثم لـما جاءه مسلمًا بعد أن انصرف ودعا بهذا الدعاء الذي علّمه، جاءه وطلب منه أنه الآن جاءه مسلمًا وطلب منه أن يعلمه ماذا يقول أي ماذا يدعو فعلمه الدعاء السابق وزاد له قول "اللهم اغفر لي ذنبي ما أسررت وما أعلنت وما أخطأت وما عمدت وما جهلت".

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , شرح حديث