قال رسول الله: قال الله تعالى: وحقت محبتي للمتواصلين في
قال رسول الله قال الله تعالى "وحقت محبتي للمتواصلين في"
أما بعد،
فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قال الله تعالى: حقت محبتي للمتحابين فيّ وحقت محبتي للمتواصلين فيّ وحقت محبتي للمتناصحين فيّ وحقت محبتي للمتزاورين فيّ وحقت محبتي للمتباذِلين فيّ"، هذا ليس قرءانًا إنـما هو حديث قدسيّ، أوحى الله به إلى نبيّه محمد عليه الصلاة والسلام، فيه الحثّ على التحابّ في الله، معنى التحابّ في الله أن يحبَّ المسلم أخاه لله تعالى ليس لقرابة ولا لمال إنما يحب أخاه المسلم، هذا يحب أخاه المسلم والآخر يحبه للتعاون على دين الله، للتناصح، أي ليعينه على ما ينفعه عند الله، وهذا كذلك يعين أخاه على ما ينفعه في دين الله. ثم كل منهما يناصح أخاه، لا يغشّه لا في القول ولا في العمل، ما رءاه خيرًا يعينه عليه وما رءاه شرًّا ينهاه عنه. هذا معنى المتحابّين في الله، ثم ذكر الرسول أنه من شأنهم أن يتواصلوا أي يتفقّد هذا أخاه وهذا يتفقّد أخاه، وذكر أيضًا التواصل أي لا يجفو أحدًا منهم أخاه، وذكر أيضًا التباذل أي يهدي هذا أخاه والآخر يهديه. الهدية ليس من شرطها أن تكون كبيرة، السواك، إذا وهب المسلم أخاه سواكًا وذاك قابله بشىء مثل سواك أو أكبر، فهذا أيضًا يكون من المتباذلين لله. هذا منّ للمسلمين الذين يتحابّان في الله. أما من يتحابّان للهوى فهؤلاء في الآخرة قد يكون أحدهما عدوًّا للآخر. أما هذان اللذان هما على هذا الوصف فهما في الآخرة، يريد كل منهما أن يبقى أخاه، أما الذين يتحابون على غير هذا الوجه للهوى لا يأتمران فيما بينهما على طاعة الله ولا يتناهيان عن معاصي الله، فإنهما يوم القيامة يهرب هذا من هذا وهذا يهرب من هذا، وهؤلاء الذين يهرب بعضهم من بعض. هم الذين قال الله فيهم ﴿يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ﴾ ﴿وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ﴾ ﴿وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ﴾ الأخ إذا لم يعامل في الدنيا على ما يرضي الله تعالى بل عامله بما لا يرضي الله يكون عدوًّا، يفرُّ منه، يقول اليوم لعله يطالبني بشىء ظلمته فيه، وذاك أيضًا يهرب من أخيه، إذا كان من أخيه الذي من أبيه وأمه لأن أكثر الناس في الدنيا يتعاملون بمعصية الله، الأخ يظلم أخاه، أغلب الناس، كذلك الأم وولدها في الآخرة إذا لم يكونا في الدنيا يتعاونان على حسب شريعة الله بأن ظلم أحدهما الآخر إما في المال وإما في غير المال فإن الأم تهرب من ابنها والابن يهرب من أمه، لأن ذلك اليوم يوم شديد. أما أولئك الذين يتحابان في الله فهما كل واحد منهما يشتاق ليلقى أخاه. ثم هؤلاء الذين كانوا يتحابون في الله، الله تعالى يجعلهم في ظل العرش، ويبقى الناس غيرهم تحت حرّ الشمس، حرّ شمس يوم القيامة شديد لأن الشمس تنزل إلى قريب من رؤوس الناس، تكون على مسافة ميل من رؤوس الناس. ثم ليس ذلك اليوم على الأرض شىء يستظل تحته إلا من أظله الله في ظل العرش. الأخوة في الله هي التي تنفع في هذا، أما الأخوة على غير طاعة الله على المعصية فهي عداوة يوم القيامة، هذا يهرب من هذا وهذا يهرب من هذا، يمكن أن يطالبه بشىء من المظلمة لذلك الأب يهرب من ابنه والابن يهرب من أبيه، إلا من كانوا يتعاونون في الدنيا على طاعة الله ويتجنبون المظالم فيما بينهم. ومن أعظم الناس فرحًا ذلك اليوم المفردون، من المفردون؟ المفردون هم الذين لا يمسكون عن ذكر الله، الذين قلوبهم معلقة بذكر الله، والذكر أنواع، التسبيح والتهليل والتقديس والتكبير والتحميد، كل هذا ذكر وأفضله لا إله إلا الله.
Tags: مرئيات العلّامة الهرري , شرح حديث