#

كان الله ولم يكن شىء غيره

كان الله ولم يكن شىء غيره
إذا قيل لك ما الله؟ تقول موجود لا كالموجودات، وإن شئت قلت شىء لا كالأشياء، شىء معناه موجود، في اللغة العربية الشىء الموجود يقال له شىء، الله شىء لأنه موجود لكنه شىء لا كالأشياء، لا يشبه المخلوقين، هو شىء لكن ليس كغيره من الأشياء، أما ما سواه من الأشياء فهو حادث، شىء حادث. نقول عن السماء والعرش والأرض والكرسي والإنسان والجبال والمياه والأشجار والضوء والظلام، حتى الضوء والظلام كل ذلك حادث أي لم يكن ثم كان، فالله تبارك وتعالى ليس كغيره، غيره شىء حادث أما هو شىء غير حادث أزلي أبدي أي لا ابتداء لوجوده ولا انتهاء لوجوده، أما سائر الأشياء الموجودة العرش والكرسي المكان بأسره والزمان حادث ليس أزليًا لم يكن في الأزل لا زمان ولا مكان، لم يكن في الأزل إلا الله، كما قال نبينا عليه الصلاة والسلام "كان الله ولم يكن شىء غيره" "كان الله ولم يكن شىء غيره"، "كان الله" معناه الله موجود "ولم يكن شىء غيره"، لم يكن معه في الأزل شىء لا مكان ولا زمان ولا ضوء ولا ظلام، لا ضوء ولا ظلام، في الأزل لم يكن ضوء ولا ظلام لم يكن إلا الله، "كان الله ولم يكن شىء غيره"، هذا الحديث رواه البخاري والإمام أبو بكر بن الجارود والإمام البيهقي وغيرهم، وفي لفظ لهذا الحديث في رواية "كان الله قبل كل شىء"، الشىء يشمل العرش وما تحته، ويشمل النور والظلام، ودليل أن النور مخلوق في القرءان الكريم الله تعالى يقول ﴿وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ﴾، الله قرن النور بالظلمات، لماذا؟ حتى يفهمنا أن النور مخلوق كما أن الظلمات مخلوقة، أي لم يكن في الأزل نور كما أنه لم يكن في الأزل ظلمات. ما هو الذي كان في الأزل؟ الله تعالى. فإذًا لا يشبه هذه الأشياء التي لم تكن ثم كانت، العرش والنور والظلام والإنسان وغير ذلك، هو لا يشبه، لأن هذه الأشياء لها ابتداء، وجودها له ابتداء. أما الذي كوّن هذه الأشياء كلها ليس لوجوده ابتداء. لو كان لوجوده ابتداء لكان مثلها، لكان يحتاج إلى خالق أوجده ولم يكن إلهًا. هذا فساد عقل، سخافة فهم الذي يقول أن الله تعالى كالأجرام النيّرة، لو قال أكبر من الشمس وأقوى ضوءً ملايين المرات فهو ما عرف الله تعالى. النور من أصله إن كان قليلاً وإن كان كبيرًا حادث مخلوق بشهادة القرءان وبشهادة قضايا العقول، بشهادة قضايا العقول، لأن الشىء الذي له حد ومقدار مخلوق، النور أيضًا له حد ومقدار فإذًا هو مخلوق.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , شرح حديث