بركة الصدقة
بركة الصدقة
أما بعد، فقد روينا بالإسناد المتّصل في صحيح الإمام مسلم بن الحجاج رحمه الله تعالى، من حديث علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "مَلْعُونٌ مَنْ لَعَنَ والدَيْه وملعونٌ من ذَبَحَ لغَيْرِ الله وملعونٌ مَن غَيَّر مَنَارَ الأرض وملعونٌ من ءاوى مُحْدِثًا".
قال عليه الصلاة والسلام "وَمَلعونٌ مَن ذَبَحَ لِغَيرِ الله" معنى هذه الجملة أنه لا يجوز الذبح تقربًا إلى غير الله كالذين يذبحون تقربًا إلى ملوك الجن لينفعوهم في أمور دنياهم. من عادة هؤلاء أن يذبحوا ديكًا بلون خاص كالأسود وأن يبخروا بخورًا خاصًّا يحبونه أي الجن إلى غير ذلك من الأعمال الخبيثة فمن يذبح تقرُّبًا إلى الجن ذبيحةً دجاجةً كانت أو شاة أو أكبر من ذلك فهو ملعون. قال بعض العلماء إذا كان الشخص يريد أن يسكن بيتًا جديدًا فذبح ذبيحةً لئلّا تؤذيه الجن الذين كانوا في هذه الأرض كان ذلك حرامًا، أما الذي يذبح ذبيحة شاةً أو بقرةً أو غير ذلك بنية أن يدفع الله عنه شر عمار هذه الأرض ببركة الصدقة فإن ذلك جائز، لأن الصدقة لها بركة يدفع الله بها عن فاعلها بلاءً فمن ذبح على هذه النية إذا أراد أن يدخل بيتًا جديدًا أي نوى في هذه الذبيحة أن يذبحها تَقربًا إلى الله لا تقربًا إلى الجنّ إنما هو أراد التقرب إلى الله بالذَّبح للصدقة لهذه الذبيحة لتوزيع لحمها على الفقراء أو بأن يدعو أناسًا إلى بيته فيطعمهم، نوى أن يدفع الله عنه ببركة هذه الصدقة الذبيحة أن يدفع عنه شرّ الجن فإن ذلك جائز. إنما الحرام الذي يوجب اللعن هو الذي يذبح الذبيحة تقربًا إلى الجن.
والثالث في هذا الحديث هو الذي يغيّر منار الأرض أي يغير حدود الأرض بأن يسرق من حدود جاره، من أرض جاره فيدخل في أرضه شيئًا قليلًا كان أو كثيرًا أو يسرق من الشارع العام أي الممر شيئًا جزءًا ويدخله في أرضه فهذا أيضًا ملعون داخل تحت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم "وملعون من غير منار الأرض".
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله