مفسدات الصيام
مفسدات الصيام
مفسدات الصيام كتناول شىء من الطعام أو الشراب عمدًا فذلك يفسد الصيام.
وكذلك الدواء الذي يسكب في الأنف، أي يصب فيه، يفطر الصائم إذا وصل إلى الحلق، عند بعض الأئمة وهو الإمام الحسَن البصريّ. الحسن البصري رضي الله عنه قال إن الاستعاطة أي أخذ الدواء في الأنف لا يفطر إلا إذا وصل إلى الحلق. وأما عند الإمام الشافعي وغيره فإنه إذا جاوز الخيشوم يفطر. الخيشوم هو أعلى الأنف، منتهى الأنف. إذا جاوز منتهى الأنف الدواء فقد أفطر. وكذلك الماء إذا إنسان استنشق بالماء فأوصله إلى الخيشوم فقد أفطر، يكون في حكم من أكل أو شرب.
فيجب الكف عن ذلك، فالذي يتوضأ ينبغي له أن لا يبالغ في الاستنشاق حتى لا يصل الماء إلى خيشومه وكذلك الذي يتمضمض بالوضوء ينبغي أن لا يبالغ بالمضمضة فإنه إذا بالغ بالمضمضة وابتلع ماء المضمضة قصدًا أو غير قصد أي عمدًا أو غير عمد فقد أفطر. أما الذي لم يبالغ فإن سبقه بغير عمد ماء المضمضة أو ماء الاستنشاق فوصل شىء منه إلى الحلق أو إلى الخيشوم فإنه لا يفطر.
من بالغ في المضمضة أو الاستنشاق فإن أوصله إلى الحلق أو الخيشوم فسبق إلى الجوف أي نزل إلى الجوف فقد أفطر لأن الصائم ممنوع من المبالغة في المضمضة والاستنشاق، فإذا بالغ فوصل الماء إلى الجوف فقد أفطر.
وأما إذا لم يبالغ ما أوصله إلى النهاية لكنه بغير إرادة منه نزل إلى الجوف فلا يفطر.
وكذلك الحقنة في الدبر تفطر الصائم. وأما الكحل فلا يفطر لو ظهر طعمه في الحلق. وفيه خلاف، فإن المالكية قالوا بأنه مفطر، وأما الاغتسال فلا يفطر سواء كان لنظافة أو لتبرد. وأما ذوق الطعام فإنه لا يفطر ما لم يبلع، فمن ذاق في حال الصيام الطعام ثم مجه أي أخرجه ورماه فإذا بلع ريقه بعد ذلك فلا يفطر.
وأما الريق المجرد ريق نفسه الذي لم يختلط بشىء فلا يفطر طبعًا. وبعض الجهال في بعض النواحي يتجنبون في حال الصيام ابتلاع الريق وذلك بدعة، وذلك بدعة قبيحة. هذا بالنسبة لما يفطر الصائم بمعنى يبطل صيامه، فيكون صيامه غير مجزء بحيث يلزمه القضاء.
بقي مما يفطر الصائم ويفسد صيامه أمر وهو الردة، فمن كفر في أثناء الصيام كفرًا قوليًّا أو فعليًّا أو اعتقاديًّا بأن طرأ عليه ذلك فقد أفطر وذهب صيامه، فمن سب الله تعالى فسد صيامه، ويستمر ممسكًا عن الطعام والشراب ذلك اليوم وعليه أن يجدد إسلامه بالشهادتين ثم يقضي ما أفسده بعد رمضان.
كثير من الجهال من الذين ينتسبون إلى الإسلام ولا يعرفون الإسلام يحصل منهم ذلك ولا يدرون أنهم كفروا لتعودهم ذلك.
ويفطر الصائم شرب هذا الدخان المعروف بين الناس فإنه يخالف حكمه حكم سائر الدخان. الفرق بين الدخان المعروف الذي فيه تفل وبين الدخان الذي هو دخان البخور أن الدخان الذي فيه تفل يصل منه إلى الجوف أجزاء صغيرة لذلك يفطر الصائم، أي هذا الدخان الذي يسمى السيكار هذا يفطر الصائم.
أما دخان البخور فلا يفطر لأنه ليس فيه أجزاء صغيرة تصل إلى الجوف. أول ما حدث هذا الدخان استعماله في البلاد الإسلامية اختلف العلماء فيه، قال قسم منهم لا يفطر لأنه ظنه أنه كالدخان العادي أي كدخان البخور، ظنه أنه كدخان البخور، فقال لا يفطر، ثم لما تأكد أي علم أنه تنحل منه أجزاء صغيرة تدخل الجوف رجع فقال إنه مفطر. وأما شم الطيب فإنه لا يفطر إلا إذا كان دقيقًا فشم منه واستنشق فوصل إلى خيشومه منه شىء فصعد إلى دماغه فإن هذا يفطر.
هذا الذي يسمونه العطوس الذي فيه طيب، الذي فيه رائحة طيبة، هذا إذا استنشق منه إنسان فوصل إلى دماغه فإنه يفطر، يكون قد أفطر. أما الطيبُ الذي لا يصل منه إلى الدماغ شىء كأن كان جامدًا صلبًا كالعود فإنه لا يفطر مهما شمه الصائم، لا يفطره.
Tags:
فيديوهات مختلفة ,
من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله