#

التهجد له عند الله سر عظيم

التهجد له عند الله سر عظيم
الله تبارك وتعالى فضّل التهجُّد أي التطوع لله تعالى بالصلاة، صلاة النفل، في جوف الليل، فضله على التطوع الذي يكون في النهار لأن هذا أبعد من الرياء، أقرب إلى الإخلاص لله تعالى.
كذلك النذر، النذر إذا كان الإنسان ينذره من أجل قضاء حاجته فليس له ثواب بنذره. أما الذي ينذر تقربًا إلى الله، يقول من دون شرط على شىءٍ، يقول لله عليّ أن أتصدق بكذا أو يقول لله عليّ أن أصوم الاثنين والخميس، أو يقول لله عليّ أن أصوم غدًا بشرط أن لا يكون ذلك الغد يوم جمعة، لأن الجمعة لا ثواب فيمن يفرد يوم الجمعة بالصيام من بين الأيام، من أفرد يوم الجمعة بصيام وليس في نيّته أن يصوم بعدها يومًا ولا الخميس هذا ليس له ثواب لأن الرسول نهى عن إفراد يوم الجمعة بالصيام. كذلك نهى عن إفراد ليلة الجمعة بالتهجد. بعض الناس يتهجدون ليلة الجمعة في الأسبوع، ليلة الجمعة فقط يقومون في جوف الليل، يتطوعون لله، يصلون النفل، هؤلاء وقعوا في الكراهة. ليلة الجمعة، الذي ليلة الجمعة يتهجّد لله، يتهجّد أي بمعنى يترك النوم في جوف الليل، يستيقظ في جوف الليل في النصف الأخير فيتطوع لله تعالى، إن كان قصدًا يخصّص ليلة الجمعة فليس له ثواب، أما إن كان قصده أن يتهجد الجمعة وغير الجمعة لكن تهجد ليلة الجمعة ولم يتيسر له التهجد في الليلة التي بعدها فله ثوابه، فله ثوابه. الله تبارك وتعالى جعل الإخلاص هو روح الأعمال فمن أخلص في عمله لله تعالى وعمل ذلك العمل على حسب ما جاء من تعاليم الرسول صلى اللهُ عليه وسلم فإن له أجرًا، أجرًا جزيلًا. فإنَّ له أجرًا جزيلًا ولا سيّما القيام بالليل، التهجّد بالليل من بين الأعمال الصالحة، من بين النوافل له عند الله تعالى سرّ عظيم يكون الذي يداوم على التهجد لوجه الله تعالى يكون ذلك نورًا له في قبره، يكون نورًا له في قبرِهِ.
الذي يقوم بعد نصف الليل ويصلي ولو ركعتين قبل أذان الصبح هذا يسمى تهجدًا. يقوم فيتوضّأ فيصلي ركعتين ثم ينام إن شاء، وإن شاء يستغفر لأهله، لأبويه ولأهله الذين ماتوا، لأجدادهِ وجدّاتِه وغيرهم، ثم ينتظر الفجر فيصلي الفجر، أو ينام أيضًا قبل أذان الفجر، ثم إن أيقظه الله لصلاة الفجر أي لصلاة الصبح فصلاها كان ذلك أكمل، وإن غلبه النوم فلم يقم حتى طلعت الشمس فليس عليه ذنب، وقد حصل له الثواب، ثواب تهجده حصل له.
ولو كان ربع ساعة قبل الأذان متى ما صلّى ركعتين قبل أذان الصبح فقد حصل على خير كثير، فقد حصل على خير كثير. ثم الذي يتهجد بنية صحيحة وهمّة قويّة إذا واظب على ذلك يجد لطائف وأمورًا عجيبة، إذا كان هذا الإنسان الذي يتهجَّد في الليل يكون يتجنّب كبائر الذنوب ويؤدّي ما فرض اللهُ عليه من جميع أصناف الفرض كتعلّم علم الدين الذي لا يستغنى عنه معرفة الحلال والحرام فهذا قد يجعله الله تعالى من عباده الذين قال فيهم: "أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله