#

الملك

الملك
الـمَلِك من أسماء الله ويجوز أن يسمى به الإنسان أيضًا، لكن معنى الملك إذا أطلقَ على اللهِ غيرُ معناهُ إذا أطلقَ على الإنسان فلا مشاركةَ في المعنى إنما بعضُ ألفاظِ أسماءِ الله تطلق على غير الله كما تطلقُ على الله. كما أنَّه يقالُ عن شىء من المخلوقات هذا أوَّل والأوَّل من أسماءِ الله أيضًا لكن لما نقول اللهُ الأوَّل معناهُ أنه لا ابتداءَ لوجودهِ ما سبقه عدم أما إذا قلنا لمخلوق أول معناه أولية مقيدة أولية نسبية أما أوليةُ الله مطلقة ليست نسبية. كذلك لما نقول لإنسان الملك معناه له مُلكٌ مخلوق حادث أما إذا قلنا عن الله المَلِك اللهُ الملك معناهُ الذي له مُلك أزليٌ أبديٌ، مُلكُ الله الذي هو صفته أزلي أبدي ليس حادثًا الله لا يتصف بصفة حادثة، علمه قديم ليس له ابتداء ولا انتهاء وكذلك قدرته ليست حادثة وإرادته أي مشيئته ليست حادثة بل قديمة ليس لها ابتداء ولا انتهاء. كذلك كلامه أزليٌ أبديٌ كلامُهُ ليس نُطقًا بالحروف. النطق بالحروف من صفاتِ المُحدَثين المخلوقين لأنَّ الحروف ما كانت في الأزل اللهُ خلقها بعد أن كانت معدومة، اللغةُ العربيةُ والسُريانية وغيرُهما كل هذه اللغات ما كانت في الأزلِ ثم خُلقت خلقَهَا الله لذلك لا يجوز على الله أن يتكلم بالحرف والصوت كما أنه لا يجوز أن تحدث له قدرةٌ جديدة أو علم جديد أو مشيئة جديدة، اللهُ تعالى علم ما كان وما يكون بعلمٍ ليس له ابتداء ولا انتهاء، علمٌ واحد أزليٌ أبديٌ علمَ بهذا العلم كلَ شىء كانَ وما سيكون جملةً وتفصيلاً. الأشياء التي تكونً في الآخرة في الجنة وفي جهنم لا نهاية لها لأنه لا موت بعد دخول الجنة وبعد دخول جهنم للكفار لا موت المسلمون الذين دخلوا بذنوبهم يخرجون منها ثم يدخلون الجنة فيعيشون هناك حياةً لا نهاية لها، وفي تلك الحياة الدائمة التي لا نهاية لها أنفاسُ أهلِ الجنةِ وأنفاس أهل النار ونعيمُ الجنةِ وعذابُ جهنم شىء لا ينقطع لا نهايةَ له مهما عاشَ أهلُ الجنة مئات الألوف من السنين يعيشون بعد ذلك مدة ثم مدة ثم مدة إلى غيرِ نهاية وأهل النار كذلكَ. اللهُ تعالى علمَ بعلمه الأزلي الأبدي يعلم كلَ ما يحدث وكلَ ما مضى يعلم. كذلك شاءَ بمشيئته الأزلية كل ما دخل في الوجود من أولِ شىء خلقه الله إلى ما لا نهاية له كلَ ذلكَ عَلِمَه بعلمه الأزلي الأبدي لا يتجدد له علم كما يتجدد للمخلوق لأن المخلوق حادث لم يكن موجودًا ثم صار موجودًا لذلك علمُهُ وقدرته ومشيئته حادثة وكلامُهُ حادث. كلامُ المخلوق حادث لأنه حرف وصوت والحرف شىء يوجد ثم ينقطع هذا حادث.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , أسماء الله الحسنى