#

يا رسول الله علمني ما أقول

يا رسول الله علمني ما أقول
كان نوح عليه السلام بعد ذلك عاش في الأرض بعد أن مكث في قومه تسعمائة وخمسين عامًا يدعو قومه إلى الإسلام، يقول لهم "استغفروا ربكم إنه كان غفارا" معناه ادخلوا في الإسلام يغفر لكم، هذا معناه، ليس معناه أنه كان يقول للكفار الذين يعبدون الأوثان "قولوا أستغفر الله أستغفر الله"، لا! معنى استغفروا ربكم اطلبوا مغفرة الله بالإسلام لأن الله تعالى يغفر الكفر بالإسلام، بالإيمان. الكافر إذا ءامن محي كفره أما غير ذلك لا يمحوه قول أستغفر الله، ينفع المسلم. حتى المسلم إذا كفر لا ينفعه أن يقول أستغفر الله، إنما ينفعه العود إلى الإسلام، بعد العود إلى الإسلام يستغفر الله الاستغفار اللساني، يقول أستغفر الله أو يقول رب اغفر لي.
القرءان فيه كلمات قد يتوهمها الجاهل على معنى فاسد. بعض الناس يحتمل أن يظنوا أن قول الله تعالى إخبارًا عن نوح ﴿فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا﴾ أن معناه قولوا أستغفر الله أستغفر الله، هذا جهل شنيع قبيح ومن اعتقده يكفر. إنما معنى ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ﴾ اطلبوا مغفرة الله بالإسلام. كان رجل من المشركين في زمن سيدنا محمد جاء إليه فقال له "يا محمد إن عبد المطلب كان خيرًا منك لقومه كان يطعمهم السنام والكبد وأنت تنحرهم" فقال له رسول الله ما شاء الله من القول ثم قال هذا المشرك "علمني ما أقول" من غير أن يسلم طلب من الرسول أن يعلمه الدعاء، فقال له "قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري" ثم ذهب من غير أن يسلم ثم أسلم فجاء إلى الرسول فقال له "يا رسول الله أنت كنت علمتني ما أقول والآن حين أسلمت ماذا أقول؟" فقال له "قل اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري واغفر لي ما عمدت وما أخطأت وما جهلت وما أسررت وما أعلنت" علمه الاستغفار اللساني بعد أن أسلم، قبل أن يسلم ما علمه إلا الكلمتين وهما اللهم قني شر نفسي واعزم لي على أرشد أمري، علمه هاتين الكلمتين، أما الاستغفار القولي اللساني ما علمه، لماذا؟ لأنه لا ينفعه، لو قال أستغفر الله أو اللهم اغفر لي وهو بعده مشرك يعبد الوثن لا ينفعه.

Tags: مرئيات العلّامة الهرري , أذكار وأدعية