الحياءُ مِنَ الإِيمانِ

الحَمدُ للهِ رَبِّ العالمينَ والصَّلاةُ والسَّلامُ على سَيِّدِ المرسَلينَ سَيِّدِنا محمَّدٍ وعلى جميعِ إِخوانِهِ مِنَ النَّبييّنِ والمرسَلينَ وعلى ءالِهِ الطَّيِّبينَ الطّاهِرينَ. اللَّهُمَّ عَلِّمنا ما جَهِلنا وذَكِّرنا ما نَسينا وَزِدنا عِلمًا ونَعوذُ بِكَ مِن حالِ أَهلِ النّارِ.
أما بعد فقد صَح عَن رَسولِ اللهِ صلَّى الله عَلَيهِ وسَلَّمَ أَنَّهُ قالَ: "الحياءُ مِنَ الإِيمانِ". فَالحياءُ الّذي مَدَحَهُ الرَّسولُ هو الحَياءُ الّذي يُبعِدُ صاحِبَهُ عَنِ الرَّذائِلِ ومُنكَراتِ الأَخلاقِ، أَمّا الحياءُ الّذي يَمنَعُ صاحِبَهُ مِن تَعَلُّمِ ما يحتاجُهُ للدِّينِ كالمرأةِ الّتي تَستَحي مِن تَعَلُّمِ أَحكامِ الحيْضِ والنِّفاسِ، والرَّجُلِ الّذي يَستَحي مِن تَعَلُّمِ أَحكامِ الجنابَةِ فَهذا مَذمومٌ عِندَ اللهِ. بَل قَد يؤدي بِصاحِبِهِ إِلى الهلاكِ لِتَركِ تَعَلُّمِ ما فَرَضَ اللهُ عَلَيهِ مِن أُمورِ الدِّينِ، وذَلِكَ لأَنَّ الصَّلاةَ أَفضَلُ الأَعمالِ بَعدَ الإِيمانِ بِاللهِ وَرَسولِهِ فَمَن صلاّها كَما أَمَرَ الشَّرعُ الشَّريفِ فَقَد أَقامَ رُكنًا مِن أَركانِ الإِسلامِ، ومَن أَضاعَها فَقَد خَسِرَ هذا الرُّكنَ العَظيمَ.