القول في الإيمان بالكرام الكاتبين

كتاب الدرة البهية

dorraBahiyyah قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَنُؤْمِنُ بِالكرَامِ الكَاتِبينَ فَإنَّ اللهَ قَدْ جَعَلَهُمْ عَلَينا حَافِظِينَ.
الشرح الكرامُ الكاتبونَ همُ الملائكةُ الذينَ أمرَهُمُ اللهُ تعالى بكتابةِ أعمالِ العبادِ فإنَّ اللهَ جعلَهُم علينا حافظينَ قالَ تعالى ﴿وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ (10) كِرَامًا كَاتِبِينَ (11) يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ (12)﴾ [سورة الانفطار].

قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَنُؤْمِنُ بِمَلَكِ الموتِ المُوَكَّلِ بِقَبضِ أَروَاحِ العَالَمينَ.
الشرح العالمونَ هُمُ الإنسُ والجِنُّ، وملَكُ الموتِ المرادُ بهِ عَزرائيلُ وعندَ بعضِهِم عَزرائيلُ وأعوانُهُ، وقدْ جاءَ إسنادُ التَّوَفِّي إلى الملائكةِ بلفظِ الجمعِ وجاءَ بلفظِ الإفرادِ، فَفِي الموضعِ الذي جاءَ اللَّفظُ بالإفرادِ يَكونُ المعنى أنَّ الذي يَقْبِضُ الأرواحَ مباشرةً هو عَزرائيلُ ثُمَّ يَستلِمُ منهُ الأرواحَ غيرُهُ منَ الملائكةِ الذينَ يكونونَ معَهَ وهُمْ قِسمانِ ملائكةُ رَحْمَةٍ وملائكةُ عذابٍ، وحيثُ جاءَ بصيغةِ الجمعِ فالمرادُ عَزرائيلُ وأعوانُهُ لأنَّ كلاًّ منهُم لهُ دَخَلٌ في قبضِ الروحِ.