القول في القراءن

كتاب الدرة البهية

dorraBahiyyah قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَلا نُجَادِلُ في القُرءانِ.
الشرحُ أنه لا نَحكُمُ في القُرءانِ بنَفْيِ شىءٍ يَحتمِلُ أنْ يكونَ منهُ ولا بإثباتِ شىءٍ مِنْ غيرِ عِلْمٍ أنَّهُ مِنْهُ فَنَقْرَأُ ما عَلِمْنَا أنَّه منهُ ولا نَنْفِي شيئًا ولا نُثْبِتُ شيئًا أنه منهُ بدونِ عِلمٍ لأنَّ القُرءانَ نَزَلَ على عِدَّةِ وُجوهٍ، فقدْ يُنكِرُ الشخصُ قراءةً هي ثابتةٌ عنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وهو لَمْ يَعرِفْها.

قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَنَشهَدُ أَنَّهُ كَلامُ رَبِّ العَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ فَعَلَّمَهُ سَيّدَ المُرْسَلِين مُحَمَّدًا صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ وَهُوَ كَلامُ اللهِ تَعَالى لا يُسَاوِيهِ شَىءٌ مِنْ كَلامِ المَخلُوقِينَ وَلا نَقُولُ بِخَلْقِهِ.
الشرحُ أننا لا نقولُ القُرءانُ مخلوقٌ لأن لفظ القرءان قد يُراد به كلام الله الذاتيّ وقد يُراد به اللفظ المنزل فإنَّ القُرءانَ إذا أُريدَ بهِ الصِّفةُ الذَّاتيَّةُ التي ليستْ حرفًا ولا صَوتًا فظاهرٌ أنهُ غيرُ مخلوقٍ، أمَّا إنْ أُريدَ بهِ اللفظُ الْمُنَزَّلُ فيجبُ اعتقادُ أنهُ مخلوقٌ للهِ تعالى لكنْ لفظًا لا يُقالُ إلا لحاجةِ التَّعليمِ.
والروحُ الأمينُ هو جِبريلُ قالَ تعالى ﴿ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ ﴾ [سورة الشعراء].

قالَ المؤلِّفُ رحِمَه اللهُ: وَلا نُخَالِفُ جَمَاعَةَ المُسْلِمِينَ.
الشرحُ المرادُ بالجَماعةِ أهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ وهُمْ مَنْ كانَ على ما كانَ عليهِ الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ والصحابةُ منَ العقائدِ. ومعنى كلامِه لا نخالفُ إجماعَ المجتهدِينَ فقدْ ثَبَتَ عنْ أبي مسعودٍ البَدْرِيِّ رضيَ اللهُ عنهُ: "لا يَجْمَعُ اللهُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ على ضَلالةٍ" رواهُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ في أَمَالِّيِهِ وصَحَّحَهُ.