في الحديث النبوي الشريف المنتقى من صحيح مسلم
 باب تقديم الجماعة

باب تقديم الجماعة من يصلى بهم إذا تأخر الإمام ولَم يخافوا مفسدة بالتقديم

المنتقى من صحيح مسلم

المنتقى [( 421 )- 102] حَدَّثَنِي يحيى بن يحيى، قال: قرأت على مالك، عن أبِي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو ابن عوف ليصلح بينهم، فحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبِي بكر، فقال:
أتصلي بالناس فأقيم؟ قال: نعم، قال فصلى أبو بكر، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة، فتخلص حتَّى وقف في الصف، فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه، فحمد الله عز وجل على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك، ثُمَّ استأخر أبو بكر حتَّى استوى في الصف، وتقدم النَّبِي صلى الله عليه وسلم فصلى، ثُمَّ انصرف فقال "يا أبا بكر ما منعك أن تثبت إذ أمرتك" قال أبو بكر:
ما كان لابن أبِي قحافة أن يصلي بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "مالِي رأيتكم أكثرتُم التصفيق؟ من نابه شيء في صلاته فليسبح، فإنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيق للنساء".

[( 421 )- 103] حدثنا قتيبة بن سعيد، حدثنا عبد العزيز -يعني ابن أبِي حازم- وقال قتيبة: حدثنا يعقوب ـ وهو ابن عبد الرحمن القاريُّ ـ كلاهما عن أبِي حازم، عن سهل بن سعد، بمثل حديث مالك، وفي حديثهما: فرفع أبو بكر يديه، فحمد الله ورجع القهقرى وراءه، حتَّى قام في الصف.

[( 421 )- 104] حدثنا مُحَمَّد بن عبد الله بن بزيع، أخبرنا عبد الأعلى، حدثنا عبيد الله عن أبِي حازم، عن سهل بن سعد الساعدي؛ قال:
ذهب نبِي الله صلى الله عليه وسلم يصلح بين بني عمرو بن عوف، بمثل حديثهم. وزاد: فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فخرق الصفوف، حتَّى قام عند الصف المقدم، وفيه: أن أبا بكر رجع القهقرى.

[(274)- 105] حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن رافع وحسن بن علي الحلواني، جميعا عن عبد الرزاق، قال ابن رافع: حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، حَدَّثَنِي ابن شهاب عن حديث عباد بن زياد؛ أن عروة بن المغيرة بن شعبة أخبره؛ أن المغيرة بن شعبة أخبره أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم تبوك، قال المغيرة: فتبرز رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الغائط، فحملت معه إداوة قبل صلاة الفجر، فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلي أخذت أهريق على يديه من الإداوة، وغسل يديه ثلاث مرات، ثُمَّ غسل وجهه، ثُمَّ ذهب يخرج جبته عن ذراعيه فضاق كُمَّا جُبَّتِهِ، فأدخل يديه في الجبة، حتَّى أخرج ذراعيه من أسفل الجبة، وغسل ذراعيه إلى المرفقين، ثُمَّ توضأ على خفيه، ثُمَّ أقبل.
قال المغيرة: فأقبلت معه حتَّى نجد الناس قد قدموا عبد الرحمن بن عوف فصلى لهم، فأدرك رسول الله صلى الله عليه وسلم إحدى الركعتين، فصلى مع الناس الركعة الآخرة، فلما سلم عبد الرحمن بن عوف قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يتم صلاته، فأفزع ذلك المسلمين، فأكثروا التسبيح، فلما قضى النَّبِي صلى الله عليه وسلم صلاته أقبل عليهم ثُمَّ قال "أحسنتم" أو قال "قد أصبتم" يغبطهم أن صلوا الصلاة لوقتها.

[( 421 )] حدثنا مُحَمَّد بن رافع والحلواني، قالا: حدثنا عبد الرزاق عن ابن جريج، حَدَّثَنِي ابن شهاب عن إسماعيل بن مُحَمَّد بن سعد، عن حمزة بن المغيرة، نحو حديث عباد، قال المغيرة: فأردت تأخير عبد الرحمن، فقال النَّبِي صلى الله عليه وسلم "دعه".

المنتقى من صحيح مسلم

قائمة المنتقى