في الفقه الإسلامي كتاب عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب - فقه
 المقدمة

عمدة الراغب في مختصر بغية الطالب - فقه
المقدمة

كتاب عمدة الراغب في الطهارة والصلاة

al3omdafilFiqh الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على رسول الله محمد وعلى ءاله وصحبه وسلّم.
وبعد فإن الله تبارك وتعالى يقول ﴿فاعلمْ أنه لا إله إلا الله واستغفِرْ لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات﴾1 ويقول سبحانه وتعالى ﴿وقل ربِّ زدني علمًا﴾2 ويقول النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فيما رواه البيهقيّ «طَلبُ العلمِ فريضةٌ على كلِّ مسلمٍ» أيْ أن طلب العلم الشرعيّ فريضة على كل مسلم مكلف، وليس المراد أنه يجب على كل مسلم معرفة جميع مسائل الدين بتفاصيلها إنما المراد أن هناك قدرًا من علم الدين يجب معرفته على كل مسلم مكلف ذكرًا كان أو أنثى.
وقد اهتم العلماء بالجمع والتأليف في مختلف فنون العلم فصنَّفوا الكتب المختلفة من مبسوطات ومتوسطات ومختصرات. ومن أهم هذه الكتب كتب الإمام محمد بن إدريس الشافعي المطلبي رضي الله تعالى عنه. وقد قام أصحابه القدماء بجمع كتبه ومتفرقات كلامه وشرحها واختصارها وتخريج الوجوه والأقوال منها حتى استقر ما علَّمه الشافعي رضي الله عنه مذهبًا مُدَوَّنًا محرَّرًا مضبوطًا منتشرًا في مشارق بلاد المسلمين ومغاربها شاهدًا على أن الشافعي رضي الله عنه هو المقصود بحديث البيهقي3 عن رسول الله صلى الله عليه وسلم «عالمُ قريشٍ يملأُ طِباقَ الأرضِ عِلْمًا» اﻫ
واهتم عدد من علماء المذهب الشافعي باختصار المطولات وجمع ما يتعلق بالفرض العيني من علم الدين وكان منهم عبد الله بن حسين بن طاهر رحمه الله تعالى أشهر علماء حضرموت في زمانه وأكثرهم تبجيلاً من أهل بلاده فصنف مختصرًا سماه سلم التوفيق إلى محبة الله على التحقيق وشرحه محمد بن عمر النواوي الجاوي رحمهما الله تعالى شرحًا لطيفًا. على أن الكتاب مع اختصاره لم يُفْرَد لبيان العلم الضروري بل كان معه أشياء أخرى زائدة على ذلك فرأى الفقيه المحدث الشيخ عبد الله بن محمد الهرري رحمه الله تعالى أن يحذف كثيرًا من هذه الزوائد ويُبدل بعض العبارات بأوضح منها أو بأقوى فاختصر كتاب سلم التوفيق في كتاب سماه مختصر عبد الله الهرري الكافل بعلم الدين الضروري ثم شرحه شرحًا مبسوطًا سماه بغية الطالب في معرفة العلم الديني الواجب، على أنّ المبتدئ الذي لم يتلق إلا حَلاً وجيزًا لهذا المختصر قد يجد صعوبة في الانتقال مباشرة إلى دراسة كتاب البغية واستيعاب كل ما فيه من تفصيلات وتنبيهات ونُقُول نفيسة فكانت حاجةٌ إلى تصنيف متوسّط بين مرحلة حلّ الألفاظ ومرحلة البَسط في الشرح. ولأهمية هذا الموضوع وتسهيلاً على المبتدئين في دراسة الفقه الشافعي وعلى الراغبين في تحصيل القدر الضروري من علم الدين وتوطئة لدراسة كتاب بغية الطالب رأينا استخلاص محتويات الكتب الأربعة المتقدمة في صورة شرح موجز على ألفاظ المختصر الأخير مع حواشٍ وإحالات وتراجم وفهارس نافعة نهديها لطلبة علم الدين الشريف. وسمينا هذا التعليق «عُمدة الراغب في مختصر بغية الطالب» جعل اللهُ فيه النفعَ العميم لمدَرِّسه ودارسه وهو الوليُّ الوكيل وعليه الاعتماد والتكلان.
-------------

1- [سورة محمد/ الآية ١٩].
2- [سورة طه/ الآية ١١٤].
3- رواه البيهقي في مناقب الشافعي.