في العقيدة الإسلامية كتاب إجابة الداعي إلى بيان اعتقاد الإمام الرفاعي
 المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم
المقدمة

بيان اعتقاد الإمام الرفاعي

الحمدُ للهِ العَزيزِ الجَبّارِ، خالِقِ الليلِ والنهارِ، وأشهَدُ أنَّ مُحمَّدًا عَبدُهُ ورَسولُهُ المختارُ، صلَّى اللهُ عليه وعلى ءالهِ وأصحابِهِ الأخيارِ، ما غابَتْ شمسٌ وطَلَعَ نَهار.

فَصلٌ في تَعريفِ التصوُّفِ وبَيانِ حالِ الصوفِيَّةِ
ليُعلَمْ أنَّ التصوفَ جَليلُ القَدرِ، عَظيمُ النفعِ، أنوارُهُ لامِعةٌ، وثِمارُهُ يانِعةٌ، فهوَ يُزكِّي النفسَ منَ الدَّنَسِ، ويُطهِّرُ الأنفاسَ من الأرجاسِ، ويوصِلُ الإنسانَ إلى مَرضاةِ الرَّحمنِ، وخُلاصتُهُ اتِّباعُ شَرعِ اللهِ، وتَسليمِ الأمورِ كلِّها للهِ، والالتِجاءُ في كلِّ الشئُونِ إليه مع الرضَى بالمقَدَّرِ، من غيرِ إهمالٍ في واجِبٍ ولا مُقاربَةٍ لمحظورٍ.
وقد اختُلِفَ في تَعريفِهِ فقيلَ: "التصوفُ الجدُّ في السلوكِ إلى مَلِكِ الملوكِ"، وقيلَ: "التصوفُ الموافقَةُ للحَقِّ"، وقيلَ: "إنما سمِّيتِ الصوفيةُ صوفيةً لصَفاءِ أسرارِها ونَقاءِ ءاثارِها"، وقالَ بِشرُ بنُ الحارِثِ: "الصوفِيُّ مَن صَفا قلبُهُ للهِ".
وقد سُئِلَ الإمامُ أبو عَليٍ الروذباريُّ عن الصوفيِّ فقالَ: "مَن لَبِسَ الصوفَ على الصَّفا، وكانَتِ الدنْيا منه على القَفا، وسلَكَ مَنهاجَ المصطَفَى صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ"، وسئِلَ الإمامُ سهلُ بنُ عبدِ اللهِ التُّستَريُّ عن الصوفيِّ فأجابَ: "مَن صَفا عنِ الكَدَرِ، وامتَلأَ منَ الفِكرِ، واستَوَى عندَهُ الذهَبُ والمدَرُ"، وقالَ الشيخُ محمدُ ميّارّةُ المالِكيُّ في شرحِ المرشِدِ المعينِ: "وفي اشتِقاقِ التصوفِ أقوالٌ إذ حاصِلُهُ اتِّصافٌ بالمحامِدِ، وتَركٌ للأَوصافِ المذْمومَةِ، وقيلَ منَ الصَّفاءِ" اهـ.
وقيلَ غيرَ ذلك من الأقوالِ التي هي مَسطورةٌ في كتبِ القَومِ.

إجابة الداعي إلى بيان
اعتقاد الإمام الرفاعي