#

تفسير الشافعي للقدر

تفسير الشافعي للقدر

سُئِلَ الشافعي رضي الله عنه عن القَدَر فقالَ أبياتًا وهي، فأجاب بأبيات، سئل عن القدر فأجاب بأبيات هي:
ما شِئْتَ كان وإن لم أشأ **** وما شِئتُ إن لم تَشَأ لم يكُن
خَلَقْتَ العِبَادَ على مَا عَلِمْتَ **** ففِي العِلْم يَجْري الفَتى والمُسِنّ
هذا كانَ جواب الشَّافعيّ لتَفسِير القدَر فحاصل هذا الكلام أن القدر هو مشيئة الله تعالى التّابعة لعلمه أي الموافقة لعلمه لأنّ المشيئة لا تخالف العلم، مشيئة الله تعالى تابعة للعلم للحادثات التي تدخل في الوجود ممّا يتعلّق بأفعال العباد وغير ذلك.
فبقوله "ما شئت كان وإن لم أشأ" أفهم أنّ ما شاء الله تعالى دخوله في الوجود كان أي وجد لا بدّ من ذلك، لا أحد يمنع نفاذ هذه المشيئة، لا يمنع نفاذ هذه المشيئة دعوة داع ولا صدقة متصدّق ولا برُّ الوالدين ولا صلة الرحم، ولا شىء منَ الحسَنات، لا يمنع نفاذ مشيئة الله، إنّما نَفْع الدّعاءِ والصّدقة وبرِّ الوالِدَين وصلة الرحم إن كانَ سَبَقَ القَدَرُ بأنّ هذا الإنسانَ يَفعَلُ هذه الدَّعوةَ يَدعُو أو يتصَدّق أو يَبَرُّ والدَيه أو يَصِلُ رحِمَه فيعطى ما طلب أو يدفع عنه ما طلب أن لا يصيبه فهناك صار دعاؤه من القدر ونيله لطلبه من القدر. وكذلك انصراف البلاء الذي طلب من الله أن لا يصيبه من القدر، كلّ من القدر، هكذا ينبغي أن يفهم مسألة القدر، فكثير منَ الناس لا تبتعد أذهانهم عن اعتقاد أنّ الله يُغيّر مشيئته، قد يعتقد معتقد أنّ الله يكون شاء في الأزل أن يصيب فلانًا كذا ثمّ العبد يدعو بأن لا يصيبه ذلك الشّىء فيؤخر الله عنه وقد كان شاء في الأزل أن يصيبه، هذا ضلال وكفر لأنّ الله تعالى لا تتغيّر عليه الصفات أي لا يشاء مشيئة جديدة، بل مشيئته أزليّة شاملة لكلّ ما سيحدث في الدّنيا وفي الآخرة إلى ما لا نهاية له، تلك المشيئة الأزلية الأبدية شاملةٌ لكلّ ما سيحدث في هذه الحياة وفي الحياة الثّانية إلى ما لا نهاية له، هذا الذي ينبغي أن يعتقد.

Tags: فيديوهات مختلفة , شعبان المكرّم