#

اليقين الذي ءاتاه الله الأنبياء

اليقين الذي ءاتاه الله الأنبياء
ثم إنما تتفاوت درجات الناس عند الله على حسب اليقين الذي في قلوبهم فمن كان يقينه أقوى كان عند الله أعلى درجة، فلولا اليقين الذي ءاتاه الله تعالى الأنبياء ما ثبتوا على دعوتهم العبادة إلى الله فهذا نبي الله نوح ظل يدعو قومه إلى الله ألف سنة إلا خمسين عامًا وهم يستهزؤون به لأنهم أشركوا بالله ويكذبونه ويسبونه ويسخرون منه لكنه لم يشك فيما أوحى الله به إليه أنه على حق، وصبر على أذى الكفار وكان يلجأ إلى الله بقلبه ويتضرع إليه يطلب النصرة منه. فكان من جملة ما قال رب إني مغلوب فانتصر، فانتصر الله تعالى له أي انتقم له من أعدائه الكفار المكذبين له، نجّاه الله تعالى ومن ءامن به وأهلك الكافرين المكذبين له، أهلكهم من حيث لا يشعرون لما كان هو يصنع السفينة على البرّ كانوا يسخرون منه. السفينة تكون على البرّ يستهزؤون به كانوا ينسبونه إلى خفة العقل، كانوا ينسبونه إلى خفة العقل، قالوا انظروا يصنع السفينة على الأرض اليابسة يصنع السفينة في البرّ ولم يدروا أن الله تعالى أراد أن ينصره من حيث لا يعلمون فنصره الله تعالى من حيث لا يعلمون ما كانوا يظنون أنهم يهلكون بالغرق لكن الله تعالى نجّاه وأهلكهم بما كانوا لا يحسبون أي بما كانوا لا يظنون أهلكهم ونجّاهم بما كانوا لا يظنون، أمر الله تعالى الأرض أن تنبع ماءها وأمر السماء أن تسكب ماءها فالتقى الماءان ماء الأرض وماء السماء وأنجا الله تعالى السفينة وما فيها من المسلمين نوح عليه السلام ومن ءامن به وأهلك الكافرين الذين كانوا يستهزؤون به ويكذبونه ويسخرون منه. الله تبارك وتعالى علم أنه لا يؤمن بنوح من قومه إلا الذين ءامنوا به قبل ذلك وكانوا قلة، يمكن أن عددهم أي عدد الذين ءامنوا به أقل من مائة هؤلاء نجوا معه في السفينة وغرقوا هلكوا سائر البشر صغيرهم وكبيرهم رجالهم ونساءهم أهلكهم الله تعالى بالغرق. حتى إن امرأة كانت تحمل صبيًا لها تسرع إلى الجبل وهي حاملته كأن الجبل يعصمها من الماء فأغرقها الله تعالى والصبي الذي تحمله لأن الله تعالى علم أن هؤلاء الصبيان أيضًا إذا كبروا لا يؤمنون بل يظلون على كفرهم وأنجى المؤمنين وسلمهم ثم نزلوا إلى الأرض وعاشوا على الإسلام.

Tags: فيديوهات مختلفة , من سير الأنبياء