#

الذي لم يرد الله به خيرًا عظيمًا يتركه متقلبًا في النعيم

الذي لم يرد الله به خيرًا عظيمًا يتركه متقلبًا في النعيم
الرسول عليه الصلاة والسلام قال "من يرد الله به خيرًا يصب منه"، يصب منه أي ينزل به مصيبة أما الذي لم يرد به خيرًا عظيمًا يتركه متقلبًا في النعيم ويؤخر له عذابه إلى الآخرة لذلك قال الرسول ﷺ "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل" من قرأ سيرة الأنبياء تواريخهم تواريخ مراحل حياتهم يعرف ذلك. نبدأ بسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام أصيب بوفاة ستة من أولاده في حياته واحدة تأخر وفاتها عنه فاطمة أما الذكور الثلاثة فقد ماتوا في صغرهم قبل أن يكبروا والنساء ثلاثة منهن متن في حياته صبر على هذا حتى إن بعض الكفار عيّره قال هذا الصنبور، الصنبور معناه الذي ليس له عقب، الإنسان الذي ليس له عقب يقال له صنبور أي منقطع العقب، لما مات ابنه القاسم الذي يكنى باسمه يقال له الرسول أبو القاسم. كذلك أصيب بوفاة زوجته خديجة أول امرأة تزوجها وكانت شريفة عاقلة مطيعة له بارة به. ثم كان لما يمشي بين الناس ليدعوهم إلى عبادة الله لأن أهل بلده مكة التي هي أطهر بلاد الله أفضل بلاد الله أحب البلاد إلى الله كانوا أهلها كلهم كفارًا يعبدون الأوثان لأن الإسلام انقطع عنهم قبل ذلك منذ زمان بعد إبراهيم ثم إسماعيل ابنه بزمان انقطع الإسلام صاروا عبّاد الأوثان هؤلاء كان يمشي فيهم يقول لهم يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا معناه اتركوا ما تعبدونه واعبدوا الله وحده ويقول لهم إني رسول الله أرسلني إليكم لأنذر من لم يؤمن لأنذر بعذاب الله كانوا يؤذونه بالسبّ وبالضرب أحيانًا حتى كان أحيانًا من الألم، من ألم ضرب الكفار له يغشى عليه يقع على الأرض من شدة الألم صبر على هذه الحال بعدما نزلت عليه النبوة ثلاث عشرة عامًا صبر فيهم اشتد عليه أذى الكفار فأذن الله له بالهجرة من مكة إلى المدينة. وكان قبل أن ينزل عليه النبوة عندهم محبوبًا كانوا يسمونه من شدة حبهم له المأمون معناه الذي لا يخشى منه خيانة أمين لا يخشى منه، الأمين الذي لا يخشى منه خيانة، البعيد البعيد من الخيانة لأنهم ما جربوا عليه كذبة ولا رذالة من الرذالات التي هي بالتعلق بالنساء ولا بالكذب في المواعيد ولا في شىء.

Tags: فيديوهات مختلفة , العلّامة المحدّث