#

موسى عليه السلام نفع أمة محمد ﷺ

موسى عليه السلام نفع أمة محمد ﷺ
الحديث الذي رواه مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال "مررت ليلة أُسري بي بموسى وهو قائم يصلي في قبره" هذا الحديث الصحيح فيه دليل على أنه ليس كل عمل يعمله الإنسان ينقطع بالموت إنما ينقطع بالموت هو العمل التكليفي الذي يتجدد الثواب كلما فعل، كلما فعله الإنسان هذا العمل هو الذي ينقطع بالموت. فالإنسان لما يكون في حال حياته كلما صلى يتجدد له الثواب، وكلما صام لله تعالى صومًا يتجدد له الثواب، وكلما قرأ القرءان يتجدد له الثواب، وكلما تصدق يتجدد له الثواب. هذا العمل هو الذي ينقطع بالموت، أما العمل الذي ليس عملًا تكليفيًا يتجدد به الثواب كلما فعل فلا ينقطع بالموت. لأن موسى كان مات قبل أن يمرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بقبره ليلة أسري به فرءاه قائمًا يصلي في قبره. كان موسى متوفًى قبل ذلك بنحو ألف سنة ومع ذلك رسول الله رءاه وهو قائم يصلي في قبره وهو ذاهب إلى بيت المقدس. ثم أيضًا في حديث رواه مسلم أنه عليه الصلاة والسلام صلى ببيت المقدس بجماعة من الأنبياء وفي لفظ أنه قال إن الله بعث له الأنبياء فحضروا فصلى بهم هذان حديثان كلاهما دليل على أن العمل التكليفي الذي يتجدد به الثواب هو الذي ينقطع، أما غير ذلك من العمل لا ينقطع بالموت، فإن هذا عمل من الأعمال لكنه ليس عملًا تكليفيًا، صلاة موسى قائمًا في قبره عملٌ من الأعمال لكنه ليس عملًا تكليفيًا يتجدد به له الثواب. وإنما يعمله تلذذًا بذكر الله تعالى لأن أحباب الله من الأنبياء والأولياء يحبون الصلاة أكثر مما يحب الناس الأكل اللذيذ والشراب اللذيذ، أكثر مما ترتاح نفوس الناس إلى الطعام اللذيذ والأكل اللذيذ، الأكل اللذيذ والشراب اللذيذ والثياب الفاخر ومواقعة النساء، يلتذون بالصلاة أكثر من هذا كله، أكثر من كل هذه الأشياء يلتذون. فموسى صلاته في قبره كان تلذذًا بذكر الله ليس لأنه مكلف أن يصلي حتى يتجدد له الثواب كلما فعل، كذلك صلاة النبي إمامًا بالأنبياء في بيت المقدس تلك الليلة، حتى موسى الذي وجده قائمًا يصلي في قبره حضر إلى بيت المقدس تعظيمًا للرسول وتشريفًا له. ثم أيضًا بعد أن صعد إلى السماء رأى في السماء الأول ءادم عليه السلام فسلم النبي عليه، فرد ءادم السلام ودعا له ءادم، دعا للنبي بخير. ثم في السماء الثانية التقى بعيسى ويحيى عليهما السلام وهما إبنا خالة فسلم عليهما فردّا عليه السلام ودعيا له بخير. ثم في السماء الثالثة لقي يوسف عليه السلام فسلم عليه فرد عليه السلام ودعا له بخير. ثم التقى في السماء الرابعة بإدريس عليه السلام فسلم عليه فرد السلام ودعا له بخير. ثم التقى في السماء الخامسة بهارون أخ موسى عليه السلام فسلم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء فردّ السلام ودعا له بخير. ثم التقى في السماء السادسة بموسى عليه السلام فسلم عليه فرد السلام ودعا له بخير. ثم التقى في السماء السابعة بإبراهيم فسلم عليه فرد السلام ودعا له بخير. هؤلاء الأنبياء الثمانية الذين التقى بهم في السماء، في هذه السموات السبع، كلهم ممن قد مات إلا عيسى عليه السلام. عيسى لم يمت بعد إنما يعيش هناك منذ رفعه الله تعالى لتخليصه من اليهود حيًا يقظان إلى السماء، لا يزال في السماء إلّا تلك الليلة كان نزل إلى الأرض، إلى بيت المقدس. اجتمع بالرسول ﷺ مع جماعة الأنبياء فصلى بهم رسول الله، فصلاة هؤلاء الأنبياء وردّ السلام على سيدنا محمد ﷺ ودعاء كل واحد من الثمانية للنبي بخير هذا عمل، أليس هذا أمرًا ظاهرًا؟ عمل قولي الدعاء، عمل قولي أما الصلاة فهي عمل بدني. ثم موسى عليه السلام التقى به النبي وهو راجع من المكان الذي وصل إليه النبي فوق السبع سموات، في رجوعه سأل موسى نبينا فقال "إنه فرض على أمتي خمسين صلاة" فقال له "ارجع فسل ربك التخفيف" أي ارجع إلى ذلك المكان الذي سمعت فيه كلام الله ورأيته بعين قلبك بفؤادك ليس بهذه العين، أي ارجع إلى ذلك المكان. والله تعالى ليس له مكان إنما المكان هو مكان وصل إليه النبي ﷺ، عندئذ الله تعالى أسمعه كلامه الأزلي الذي لا يشبه كلام الخلق وأراه ذاته لكن لا بهذه العين بل بالفؤاد. المكان للنبي أما الله تعالى منزه عن المكان. فهذا الدعاء الذي دعاه كل من هؤلاء الأنبياء الثمانية عمل بعد الموت إلا في حق عيسى فإنه لم يكن عملًا بعد الموت بل عمل في حياته لأنه لم يمت بعد لكنه سيموت بعد أن ينزل إلى الأرض في الوقت الذي شاء الله تعالى يموت، ثم يدفن عند الرسول ﷺ بالمدينة المنورة. هذه الأعمال أعمال تنفع وهي أعمال من هؤلاء بعد الموت. هذه الأدعية تنفع أما صلاتهم، صلاة أولئك الأنبياء، الذين ماتوا هذا عمل للتلذذ بذكر الله ليس عملًا تكليفيًا. ثم موسى عليه السلام نفع أمة محمد هذا النفعَ العظيم من خمسين صلاة إلى خمس صلوات، هو الذي صار السبب في التخفيف عن أمة محمد ﷺ من الخمسين إلى الخمس، هذا عمل حصل من موسى وكان قد مات قبل ذلك بنحو ألف سنة، نفع به أمة محمد ﷺ. فمن هنا يعلم أن العمل الذي ينقطع بالموت هو العمل التكليفي الذي يتجدد به الثواب لفاعله.

Tags: فيديوهات مختلفة , إسراؤه ﷺ