#

ليست حياته كحياتنا وليس كلامه ككلامنا

ليست حياته كحياتنا وليس كلامه ككلامنا
الله تبارك وتعالى أفهمنا في هذه الآية ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ﴾ أنه ذات ليس جسمًا كثيفًا ولا جسمًا لطيفًا ولا هو متحيز في جهة ومكان، في جهة فوق أو غيرها. وأفهمنا أنه ليس كخلقه متحرّكًا أو ساكنًا، ليس كخلقه شيئًا يتجدّد له علم أو قدرة أو مشيئة. قدرته أزلية أبدية لا تزيد ولا تنقص وعلمه أزلي أبدي لا ينقص ولا يزيد، ومشيئته كذلك شاملة لكل ما دخل في الوجود إلى هذا الوقت وكل ما يحدث من الآن إلى ما لا نهاية له في الآخرة كل هذا بمشيئةٍ واحدةٍ يوجده، وبقُدرة واحدة يخلقُه، وبعلم واحد أحاط بكل ذلك. ليس علمُه كعلمنا وليست قدرته كقدرتنا وليست مشيئتُه كمشيئتِنا وليست حياته كحياتنا، حياتنا حادثة وهي أي حياتنا بروح ولحم ودم أما حياة الله تعالى ليست كذلك وكلامه أيضًا الذي هو متكلم به ليس ككلامنا. كلامنا حرف وصوت أما كلامه تعالى ليس حرفًا ولا صوتًا والدليل على ذلك أن الله تعالى قال ﴿وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ فالله تعالى يحاسب الجن والإنس يوم القيامة يكلم هذا ويكلم هذا ويكلم هذا كلَّ فرد وكل شخص من البشر والجن يكلمهم يوم القيامة فيفهمون من كلامه الذي ليس حرفًا ولا صوتًا ما يَسألهم عنه، هذا يفهم أن الله يسأله "لمَ فعلتَ كذا؟ لمَ لمْ تفعل كذا؟" وهذا كذلك وهذا كذلك فينتهي من حسابهم في وقت قصير في لحظة لأنه قال ﴿وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ معناه أن الله أسرع من كل حاسب. لو كان يحاسب الخلق بكلام هو حرف وصوت لم يكن أسرع الحاسبين بل لكان أبطأ الحاسبين. كان يأخذ عليه حساب الخلق الجن والإنس مائة ألف سنة وأكثر بل مئات الألوف يأخذ عليه لكن هو قال ﴿وَهُوَ أَسْرَعُ الْحَاسِبِينَ﴾ وقال ﴿سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ أخبرنا أنه سريع الحساب وأخبرنا أنه أسرع الحاسبين فلو كان متكلمًا بحرف وصوت كما نحن نتكلم لكان أبطأ الحاسبين ما كان ينتهي من حساب الإنس والجن ذلك اليوم في وقت قصير بل كان يأخذ عليه مئات الألوف من السنين لأن الجن منهم من يعيش ءالاف من السنين ومنهم من يعيش مئات من السنين والبشر كثير، بشرٌ نحن نخالطهم ونراهم ونجتمع بهم وبشرٌ محجوبون عنا وهم يأجوج ومأجوج.

Tags: فيديوهات مختلفة , إسراؤه ﷺ