#

شريعة محمد ﷺ أيسر الشرائع

شريعة محمد ﷺ أيسر الشرائع
الله تبارك وتعالى عظّم أمر ترك الصلاة بجعل عقوبة شديدة له في الآخرة وذلك في قوله ﴿فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ﴾ هذا في من يصلي ويخرج بعض الصلوات عن أوقاتها، فكيف الذي يقطع الصلاة سنين لا يصلي صلاة؟! تمضي عليه سنون ولا يصلي فريضة! فذاك عذابه أعظم. ثم إن الله تبارك وتعالى جعل هذا الدين يسرًا وإن كانت بعض النفوس تتوهم أنه حرج ضيّق، ليس الأمر كذلك. الله تبارك وتعالى وضع عن أمة محمد أشياء كانت موضوعة على بعض الأمم السابقين من أمم الأنبياء، فيها مشقات زائدة، تلك وضعها عن أمة محمد ﷺ. ولو كان هذه الأمة فرضت عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة لكنها أسهل، من حيث المعنى أسهل من تلك الصلاة الواحدة التي فرضها على بعض الأنبياء وعلى أممهم. والصلاتين اللتين فرضهما على بعض الأنبياء هذه الخمس أسهل، لأن هذه الصلوات الخمس يجوز أن تصلى في البيت وفي المسجد وفي محل التجارة، أينما أدركته الصلاة يجوز أن يصليها، ليس مكلفًا أن يصليها في مكان خاص. أما أولئك الأمم كانوا مفروضًا عليهم أن لا يؤدوا الصلاة إلا في مكان مخصوص، ما كان لهم أن يصلوا في متاجرهم ولا في مزارعهم فيتكلفون أداء الصلاة في ذلك المكان المخصوص، فإن لم يفعلوا لا تقبل منهم. أما نحن والحمد لله رخص لنا أن نؤدي الصلاة حيثما أدركتنا.
ثم كان أولئك الأمم بعض بني إسرائيل كان فرض الله عليهم أنه إذا أصاب أحدهم بول لا يطهّره الغسل بالماء إلا القطع، إلا القطع بالمقراض أي بالمقص، كان يقطع الذي أصابه البول بالمقص، الماء لا يطهره. أما عندنا الماء يطهره، إذا صببت عليه ماء، مرة ماء طهر، مثلًا السروال إذا أصابه بول فسكب عليه الشخص ماء حتى وصل إلى حيث أصابه البول وهو على جسمه، طهر هذا الموضع، فيجوز أن يصلي فيه من غير أن يعصره، من غير أن يخلعه فيغسله ثم يعصره، إذا صبّ عليه ماءً وهو على جسده طهر فيصلي، فتكون صلاته مقبولة، من هنا وما أشبه ذلك، هذا دين محمد أيسر، أيسر من شرائع الأنبياء الذين قبله، شريعة محمد أيسر، شريعة محمد أيسر وإن كان من حيث العدد نحن فرض علينا خمس صلوات في اليوم والليلة. أولئك قسم منهم فرضت عليهم صلاة واحدة، ءادم عليه السلام ومن يليه وبعض من يليه بعده من الأنبياء فرض عليهم صلاة واحدة لا أكثر، ثم بعد أن مضى زمان فرض الله على بعض الأنبياء من بني إسرائيل صلاتين. موسى عليه السلام هكذا كان شرعه، كان فرضًا عليه وعلى أمته صلاتان. في مثل هذا تختلف شرائع الأنبياء. في شريعة محمد عليه الصلاة والسلام أن البول إذا أصاب الثوب أو البدن يطهره صبّ الماء عليه ولو مرة واحدة، بخلاف بعض من مضى من الأمم فإنه كان فرضًا عليهم أن يقطعوه بالمقص.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله