#

أفضل أمم الأنبياء

أفضل أمم الأنبياء
أما بعد، فإن الله تبارك وتعالى قال ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ﴾ معنى ﴿كُنتُمْ﴾ أنتم، هذا معناه، معناه أنتم، أنتم يا أمة محمد خير أمة أخرجت للناس، أي أنتم أفضل أمم الأنبياء كلهم، أفضل من أمة موسى وأمة عيسى الذين كانوا مؤمنين مسلمين وكان فيهم أولياء، أمة عيسى كانوا مسلمين وكان فيهم أولياء أتقياء، وأمة موسى كذلك كان فيهم أولياء أتقياء. من جملة الأولياء الذين كانوا في أمة عيسى، لما كانوا على شريعة عيسى، الذين ما كانوا يقولون إلا عبد الله ورسوله كان فيهم رجل اسمه جُرَيْج. هذا الرجل كان تاجرًا فخسر في تجارته، فقال لأعملن تجارةً لا خسارة فيها، تجرد لعبادة الله تعالى، خرج إلى خارج البلد وبنى بناء خفيفًا من طين وسكن فيه متجردًا لعبادة الله تعالى، فصار من أولياء الله ثم لما طار صيته وصار الناس يمدحونه، فلان من الأتقياء، انقطع لعبادة الله، ترك الدنيا، طلق الدنيا، امرأة خبيثة فاجرة قالت لأَفتِنَنَّهُ، تزينت فذهبت إلى المكان الذي هو يعبد الله فيه حتى ينظر إليها، على زعمها تفتنه، ثم هو رءاها فلم يلتفت إليها، ثم هي رأت راعيًا فأعجبها هذا الراعي شكله، فزنت به، فحملت منه ثم لما ولدت هذا الحمل قالت هذا الولد من جريج، صدقوها الناس، صدقوها، ذهبوا إليه، هدموا، أخذوه ووضعوا حبلًا على عنقه، وهدموا الحجرة التي يسكنها، هدموها، جرّوه ليُشهِروا به إلى البلد بين الناس، فقال لهم أين هذا الصبي، هذا المولود؟ فوضع أصبعه على بطنه قال من أبوك يا غلام؟ قال أبي الراعي، لما برّأه هذا المولود، لما برّأه، الناس رجعوا إلى الاعتقاد، إلى اعتقادهم، صاروا يقبلونه ويتمسحون به، وقالوا له نبني لك صومعتك من ذهب، قال لا، لا أريد، أعيدوها كما كانت من طين. هذا كان من أمة عيسى اسمه جريج، كان فيهم أولياء كان فيهم أتقياء.
لكن أمة محمد أفضل من كل أمم الأنبياء، الأولياء فيهم أكثر، والعلماء فيهم أكثر، حتى إن عيسى عليه السلام بما أنه علم صفة أمة محمد وأنّ لهم عند الله فضلًا كبيرًا ليس لغيرهم مدحهم، قال علماء حلماء حكماء كأنهم من الفقه أنبياء. أمة محمد فيهم علم، فيهم حكمة، فيهم حلم كأنهم في العلم أنبياء، يشبهون الأنبياء من قوتهم في العلم. عيسى مدح أمة محمد عليهما وعلى سائر أنبياء الله الصلاة والسلام. فالله تبارك وتعالى فضّل محمدًا على جميع خلقه، فضله على كل الأنبياء مع أن من الأنبياء من كان عمره أضعاف أضعاف عمر سيدنا محمد. سيدنا محمد ﷺ عاش ثلاثًا وستين سنة، أما بعض الأنبياء فعاش أكثر من ألف سنة، وهو نوح عليه السلام، والخضر نبيٌ وقد مضى عليه أكثر من ثلاثة ءالاف سنة، بعده حي لكن لا يسكن بين البشر، هو منعزل في البحر لم يمت بعد لكن سيموت، بعدما يرفع القرءان يموت. القرءان فيما بعد، الله أعلم متى يكون هذا، يرفع، لا يبقى في صدور الناس منه شىء، والمصاحف كلها ترفع إلى السماء. ذلك الوقت يموت الخضر عليه السلام، ثم من الأولياء من عاش أكثر من ألفي سنة وهو ذو القرنين. ذو القرنين رضي الله عنه حكم الدنيا شرقها وغربها ألفي سنة، الله تعالى ذكره في القرءان قال فيه ﴿وَءاتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَىْءٍ سَبَبًا﴾ الله تعالى مكّن له في الأرض تمكينًا عظيمًا، فسيدنا محمد ﷺ مع أن عمره قصير بالنسبة لأولئك الأنبياء هو أفضلهم عند الله.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله