#

تفسير قوله عز وجل: هُوَ الأَوَّلُ

تفسير قوله عز وجل ﴿هُوَ الأَوَّلُ﴾
أما بعد، فقد قال الله تعالى ﴿هُوَ الأَوَّلُ﴾ معناه أنّ الله تعالى هو الذي ليس لوجوده ابتداء، أما ما سوى الله فكل شىء لوجوده ابتداء، كل شىء سوى الله لم يكن موجودًا ثم صار موجودًا. قبل أن يخلق الله تعالى العالم ما كان أرض ولا سماء ولا شمس ولا قمر ولا نور ولا ظلام ولا ريح ولا هواء ولا روح، ما كان شىء لا فوق ولا تحت ولا يمين ولا شمال، ما كان، ولا زمان، ما كان شىء إلا الله. ثم الله تعالى أوجد العالم شيئًا فشيئًا، ما أوجد العالم كله في ءان واحد. قبل النور والظلام والريح خلق الله تعالى الماء، ثم خلق من الماء العرش، ثم القلم الأعلى، ثم اللوح المحفوظ، هؤلاء أول المخلوقات. بعد ذلك خلق الله النور والظلام، الشمس والقمر والأرض والسموات السبع. الأرض هي سبع، ليست أرضًا واحدة. نحن على الأرض العليا، تحت هذه ست أراض فيها أشجار فيها بهائم فيها حشرات إلا البشر. فالله تبارك وتعالى لا يشبه هذه الأشياء التي خلقها، ليس كالنور ولا كالظلام ولا كالريح ليس كشىء من خلقه، لا يشبه خلقه بوجه من الوجوه.
ثم بعد خمسين ألف سنة خلق الله السموات والأرض، بعدما خُلق القلم واللوح المحفوظ فجرى القلم على اللوح المحفوظ فكتب بقدرة الله، صار القلم يجري على اللوح، كتب كل شىء يحدث في الدنيا إلى قيام الساعة، إلى نهاية الدنيا من أرزاق الناس وأعمارهم وءاجالهم وكل ما يحصل في الدنيا إلى يوم القيامة. القلم كتب بقدرة الله، ثم بعد ذلك بخمسين ألف سنة خلق الله السموات والأرض، هذه السموات السبع والأراضين السبع، ثم بعد ذلك، بعدما خلقت السموات والأراضون السبع، الأرض خلقت يوم الأحد والاثنين، الأراضي السبع. ثم خلق الله السموات السبع في اليومين التاليين الثلاثاء والأربعاء. ثم الله تبارك وتعالى هيّأ في هذه الأرض مرافقها، الكيفيات التي ينتفع بها الناس قبل أن يُخلق الناس. أجرى الأنهار وأنبت الأشجار وخلق البهائم فيها والطيور وغير ذلك.
بعدما تمت كل مرافق الأرض خلق الله تبارك وتعالى ءادم، هذا كله في اليومين الخامس والسادس، الخميس والجمعة، في اليومين الخامس والسادس، الخميس والجمعة. وكان ءاخر ما خلق الله ءادم أبا البشر، ثم عاش ءادم في الجنة نحو مائة وثلاثين عامًا ثم أنزله الله إلى الأرض مع حواء زوجته، أنزلهما إلى الأرض. ثم ءادم كان الملائكة لما كان في الجنة يعلمونه أشياء من أمور الدين، ثم بعد أن نزل إلى الأرض الله تعالى أعطاه النبوة فصار هو أول نبي، أول الأنبياء.
تلك الأيام الستة كان كل يوم منها كقدر ألف سنة ليست كأيامنا هذه، اليوم الواحد قدر ألف سنة كل يوم من الأيام الستة. فكان ءادم عليه السلام بعدما خرج من الجنة جاءه أولاد، أولاده علّمهم الإسلام. كانوا على الإسلام كلهم، ثم لما مات ءادم أيضًا بقوا على الإسلام، ثم جاء نبي ءاخر، ابن ءادم الذي يقال له شيث، الذي خلف أباه بالنبوة. لما مات شيث عليه السلام الله تعالى أرسل إدريس نبيًّا فكان أمته مسلمين. ثم هؤلاء الذين كانوا مع إدريس كانوا على شريعة إدريس كفروا، فأرسل الله نبي الله نوحًا، فكان نوح يدعوهم إلى الإسلام، يقول لهم اتركوا عبادة الأوثان واعبدوا الله وحده. كانوا يعبدون تماثيل خمسة من التماثيل، كل تمثال كان له اسم كانوا يعبدون هذه، نوح نهاهم عن عبادتها فلم يسمعوا دعوته، ظل يدعوهم إلى الإسلام تسمعائة وخمسين سنة وهم يكذبونه ويسبونه ويضربونه أحيانًا، حتى يغشى عليه.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله