#

تفسير قوله عز وجل: الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى

تفسير قوله عز وجل ﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾
﴿الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى﴾ ليس معناه جلس إنما معناه قهر. العرش الذي هو أعظم المخلوقات هو خلقه وأبقاه في مكانه وحفظه، فهو قاهر كل شىء سوى العرش لأن العرش أعظم من كل مخلوق من حيث الجسم. وأما ﴿اسْتَوَى﴾ معناه قهر ليس جلس، والله تبارك وتعالى لو كان في جهة لكان له أمثال، لو كان في جهة فوق لكان له أمثال. العرش في جهة فوق والملائكة الذين حول العرش هناك في جهة فوق، ولا يجوز أن يكون له مثل واحد، فكيف يجوز أن يكون له أمثال كثير لا تحصى ولا تدخل تحت حصر؟! كيف يجوز ذلك وهو قد قال ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ﴾؟! معناه أنا لا أشبه شيئًا، معناه أنا لست حجمًا صغيرًا ولا كبيرًا ولست كالحجم. الحجم يتحرك ويسكن ويَمس ويُمس، الحجم يُمس ويَمس، الإنسان يُمس ويَمس، والأرض تُمس والعرش يُمس، الملائكة الذين يحملونه أليس يمسونه؟ العرش وما فوقه وهو اللوح المحفوظ، بعض العلماء قالوا اللوح المحفوظ فوق العرش وهو مساحته مسيرة خمسمائة سنة، سعته، قالوا فوق العرش وبعضهم قالوا تحت العرش. كل هذه الأشياء أجسام يصح أن تُمس. الذي خلقها لا يكون مثلها، ليس جسمًا خفيفًا ولا جسمًا كثيفًا، لا هو كالإنسان، لا هو كالريح والضوء، لذلك موجود بلا مكان بلا جهة. جهة فوق وجهة تحت جهة اليمين والشمال والأمام والخلف بالنسبة لذات الله على حد سواء. لا يجوز أن نعتقد أن الله جرم قريب من العرش بذاته وبعيد من الأرض، لا يجوز. وكذلك العكس، لا يجوز لا يجوز أن نعتقد أنه قريب من الأرض بذاته بعيد من العرش. ولا يجوز أن نعتقد أنه عن يمين العرش ولا عن يساره ولا أمامه ولا خلفه. كل هذا من صفات الجسم، الله خالق الأجسام ليس جسمًا، ولا تجوز عليه الجهة والمكان،
كيف تجوز عليه وهو كان قبلها قبل المكان وقبل الزمان وقبل الفوق والتحت واليمين والشمال والأمام والخلف، قبل كل هذا كان موجودًا، قبل النور والظلام كان. لو قيل لشخص كيف يكون الحال قبل وجود النور والظلام؟ العقل يحتار، لا يدرك هذا الشىء لا يدرك حقيقة هذا الشىء كيف الحال قبل النور والظلام فكيف يدرك حقيقة الله الذي أوجد هذه الأشياء كلها بعد أن لم تكن موجودة؟! الله تعالى أكرم أهل السنة بأن جعل اعتقادهم أن الله موجود بلا مكان بلا جهة وأنه لا يوصف بالحركة ولا بالسكون.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله