#

تفسير قوله عز وجل: إنما المؤمنون إخوة

تفسير قوله عز وجل ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾
أما بعد، فإن الله تبارك وتعالى أوصى المؤمنين بأن يكونوا إخوانًا أي متحابين متعاونين متعاضدين، قال تعالى ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾ وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا". وقد ورد في الأحاديث الصحيحة أن التحاب بالله فيه فضل عظيم، من ذلك حديث رواه الإمام مالك في موطئه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن الله تبارك وتعالى أنه قال "المتحابون بجلالي أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي". هؤلاء المتحابون الذين يظلهم الله في ظل العرش، الوقت الذي يكون الناس يقاسون حرّ الشمس التي تدنو من رؤوس الناس حتى يكون بينهم وبينها ميل، هؤلاء المتحابون في الله، الله تعالى يجعلهم تحت ظل العرش لا يصيبهم شىء من أذى حرّ شمس ذلك اليوم. هؤلاء صفتهم أنهم يتعاونون ولا يغش بعضهم بعضًا، ويتناصحون ويتواصلون ويتزاورون ويتباذلون أي يهدي بعضهم بعضًا. السواك إذا أهداه المسلم لأخيه فهو عند الله عظيم، وما زاد قيمة فهو أعظم أجرًا عند الله. ثم هؤلاء الذين يظلهم الله في ظل عرشه يوم القيامة من صفتهم أنهم يتحابون لأجل الله تعالى أي لأجل التعاون في طاعة الله، ليس لهوى ولا للنسب، هذه صفتهم، جعلنا الله منهم. ثم إن من أعظم البرّ وأفضله التعاون في نشر عقيدة أهل الحق، عقيدة أهل السنة والجماعة التي تناقلها المسلمون خلفًا عن سلف، جيلًا عن جيل. هذه العقيدة بما أنها هي أصل الدين التي لا يحصل النجاة في الآخرة إلا بها، التعاون عليها أعظم المهمات، ونحن والحمد لله دعاة إليها، ندافع عنها بالبيان والأدلة النقلية أي القرءانية والحديثية والعقلية، وهذا من أفرض الفروض. قال الفقهاء يجب أن يوجد في المسلمين من يقوم بهذا من باب فرض الكفاية. جمعيتنا هذه هي التي تقوم اليوم بهذا الفضل العظيم، حين تدعو فئات من الناس باسم الإسلام إلى الضلال، إلى خلاف ما كان عليه الصحابة ومن تبعهم إلى عصرنا هذا، يموهون على الناس ويوهمونهم أنهم على الحق على ما كان عليه سلف الأمة، وهم كاذبون بل هم تائهون. إنهم في الحقيقة دعاة إلى أديان جديدة.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله