#

قال ﷺ ليس منا من تكهن أو تكهن له

قال ﷺ ليس منا من تكهن أو تكهن له
الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمّد وعلى ءاله الطيبين الطاهرين. أما بعد، فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ليس منا من تكهّن أو تُكهّن له وليس منا من سحر أو استسحر له" هذا الحديث فيه بيان أمرين من الذنوب الكبائر، والناس أكثرهم فتنوا بهما. الأمر الأول الكهانة، الكهانة هي تعاطي الإخبار عن الأمر المستقبل، عما يحدث في المستقبل اعتمادًا على النجوم، كأن يقول الولد الذي يولد في وقت طلوع نجم كذا يكون مستقبله كذا، يكون ملكًا أو غنيًا أو تاجرًا أو نحو ذلك، أو يقول الذي ولد عند طلوع نجم كذا يصلح له من العمل كذا وكذا، يقول التجارة أو يذكر غيرها، أو يقول من ولد في وقت نجم كذا يكون عمره طويلًا أو يكون قصيرًا، أو يقول من ولد عند طلوع نجم كذا أعداؤه صفتهم كذا وكذا ويصلح له للزواج من تكون على صفة كذا وكذا، أو يكون في هذا العام مجاعة أو يكون هذا العام عام بسط ورخاء اعتمادًا على النجم.
وكذلك من يعتمد على خبر الجن، بأن يكون له صاحب من الجن يأتيه بأخبار ما يسمعه من بعض الناس فيخبر صاحبه من الإنس، وقد يكون هذا الجني سمع خبرًا حديثًا من الملائكة الذين في السحاب. في السحاب ملائكة موكلون بالسحاب يتحدثون بأنه يجري في هذا العام كذا فيما بينهم من رخاء أو جدب وقحط أو حرب أو نحو ذلك. هم لهم حق لأنهم أولياء الله، الملائكة أولياء الله، الله يطلعهم على أمور كثيرة تحدث في المستقبل. هذا الجني من غير أن يشعروا به الملائكة يقترب منهم يسمع حديثهم عن المستقبل. فهذا الجني ينزل إلى بعض البشر ممن له صحبة معه فيخبره. ثم هذا الإنسي يحدّث الناس كأنه يعلم الغيب، كأنه يعلم الأمور الخفية قبل أن تحدث. لا يقول أنا سمعت جنيًا سمع الملائكة الذين في السحاب يتحدثون يقولون هذا العام يصير كذا، لا! بل يخفي، يوهم الناس أنه يعلم الخفيات. هذا هو الكاهن، الرسول عليه السلام قال: "ليس منا من تكهّن" أي الذي يتحدث بما سيحدث في المستقبل، معناه أن ذنبه عظيم، وكذلك الذي يُتكهّن له أي الذي يطلب من هذا الكاهن الخبر، أن يخبره بما يحدث في المستقبل، الذي يخبر يقال له كاهن، والذي يسأله يأتي إليه ليخبره بما يحدث، بما يحدث في المستقبل بالنسبة لشخصه أو بالنسبة للناس كلاهما ذنبه عظيم. هذا يقال له الكاهن، ومثله الذي يتعاطى الإخبار عن الأمور الماضية من الأمور الخفية كالإخبار عن المال المسروق أو عن الغائب الذي لا يعرف مكانه، يأتي إليه شخص يقول سرق لي مال، فيقول له مالك هذا ذهب به إلى جهة كذا، يسمي جهة، والذي سرقه صفته كذا وكذا، وعن الغائب يقول غائبك هذا في أرض كذا وحالته حسنة أو حالته ضيقة، هذا مثل الكاهن، والذي يذهب إلى الكاهن أو هذا الذي يتكلم عن الأمور الماضية من الخفيات كالمسروق والغائب والضال هؤلاء ذنبهم عظيم من الكبائر، من كبائر الذنوب.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله