#

إنك لا تهدي من أحببت

إنك لا تهدي من أحببت
لما مات أبو طالب نزلت هذه الآية ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء﴾ المعنى أن الرسول ﷺ كان يحب أن يهتدي عمه أبو طالب لكن الله تعالى ما شاء أن يهتدي أبو طالب، ما شاء أن يسلم. الله تبارك وتعالى بيّن لنا في هذه الآية أنه لا يؤمن أحد إلا بمشيئة الله الأزلية، فمن شاء الله في الأزل أن يسلم فهو الذي يسلم أما من لم يشأ الله في الأزل أن يدخل في الإسلام لا يسلم لو رأى النبي ﷺ وشاهد المعجزات لا يؤمن. كثير من مشركي مكة كأبي جهل رأوا من سيدنا محمد ﷺ معجزات مع ذلك ما أسلموا، لماذا؟ لأن الله ما شاء في الأزل أن يسلموا، الرسول ليس يجعل الهداية في قلب أي إنسان شاء أن يهتدي، لا، بل أناس كان الرسول يحب أن يسلموا فلم يسلموا وأناس كان الرسول يحب أن يسلموا فأسلموا كعمر بن الخطاب الرسول كان يقول "اللهم أعزّ الإسلام بأحب الرجلين إليك عمرو بن هشام وعمر بن الخطاب" فلمن كان الحظ؟ لعمر بن الخطاب ليس لعمرو بن هشام أبي جهل، لماذا؟ لماذا استجيبت دعوة الرسول في حق عمر بن الخطاب ولم تستجب بحق أبي جهل؟ لأن الله تعالى شاء في الأزل قبل أن يخلق العالم شاء أن يكون عمر بن الخطاب مسلمًا بعد أن كان مشركًا عابد الوثن ولم يشأ أن يهتدي أبو جهل عمرو بن هشام ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء﴾. ﴿مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ معناه كان الرسول يحب اهتداء أبي طالب ليس معناه يحب شخصه مع كفره، لا، لذلك لما مات ونزلت الآية بأنه مات على الكفر الله لم يهده، جاء علي بن أبي طالب إلى الرسول ﷺ فقال يا رسول الله إن عمك الشيخ الضال قد مات يعني أباه، قال قد مات قال "اذهب فواره" أي ادفنه أي جهزه للدفن هو ما خرج في جنازته لو كان يحبه لشخصه كان خرج في جنازته. هذا دليل لنا على أنه ما كان يحب شخصه كان يحب اهتداءه فمعنى قوله تعالى ﴿إِنَّكَ لا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ﴾ أي من أحببت اهتداءه لا تهدي يا محمد من أحببت اهتداءه ﴿وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء﴾ من شاء له الهداية في الأزل الله يهديه، أما الذي أنت تحب له الاهتداء ولم يشأ الله له الاهتداء لا يهديه الله، لا يهديه الله.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله