#

لا تغضب

لا تغضب
إن رسول الله صلى الله عليه وسلّم حثّنا حثّ أمته على ترك الغضب لما في الغضب من المفاسد والمهالك "قال رجل يا رسول الله ما ينجيني من غضب الله قال لا تغضب" هذا الحديث فيه الحثّ الأكيد على ترك الغضب وفي هذا الحديث أن الذي يترك الغضب يملك نفسه ويترك الغضب ينجو من غضب الله أما الذي لا يمسك نفسه إذا غضب فإنه لا بد أن يهلك لا بد أن يهلك هكذا يفهمنا حديث رسول الله ﷺ ولهذا أمثلة كثيرة. كان في العرب الماضين في عاد، هؤلاء عاد قوم من العرب من أقدم الناس كانوا أيام سيدنا هود عليه السلام ويمكن بيننا وبينهم عشرات الألوف من السنين، الله أعلم كم مضى من عمر الدنيا إلى وقتنا هذا، هذا لا يعلمه أحد من البشر إلا الله. كان من هؤلاء رجل يقال له حِمَار بن مالك هذا كان زعيمًا على واد، واد طويل عريض كان في هذا الوادي أشجار ومياه يقال لهذا الوادي جَوف هذا الرجل الله ابتلاه لكنه ما صبر غضب على ربه لأنه ابتلاه. الله أرسل صاعقة فقتلت أولاده فغضب غضبًا شديدًا على ربه، قال لا أعبدك لأنك قتلت أبنائي، لا أعبدك بعد هذا وكان عاش في الإسلام أربعين سنة قبل ذلك، قبل أن تحصل هذه الحادثة كان مسلمًا عاش أربعين سنة على الإسلام على دين الإسلام. ثم كان إذا أتى أحد إلى هذا الوادي يقول له أكفر بالله وإلا قتلتك صار طاغيًا جبارًا ثم لم ينفعه غضبه على ربه بل زاده الله بلاءًا أرسل الله نارًا من أسفل الوادي فأكلت الوادي كله هذه النار، هلك هو ومن أطاعه هلكوا هذا الرجل سبب كفره وهلاكه الغضب، لو لم يغضب على ربه وقال الحمد لله أنت أعطيتنيهم وأنت أخذتهم لكان له أجر كبير لكان له أجر كبير كان جزاؤه الجنّة، لأن الرسول عليه السلام قال عن ربنا تبارك وتعالى "إذا قبضت صفي عبدي فصبر واحتسب ليس له عندي جزاء إلا الجنة" معناه أجره شىء عظيم الذي يفقد إنسانًا يعزّ عليه أباه أو أمه أو أخاه أو أخته أو زوجته أو نحو ذلك من فقد من يعزّ عليه فصبر احتسب الأجر على الله فجزاؤه الجنّة. هذا الرجل بسبب الغضب على الله أهلك نفسه وحرم الجنّة وصار من أهل النّار المخلّدين فيها. هكذا يفعل الغضب وكثير من الناس إنما يكفرون بسبب الغضب هذا يغضب لأنه سلّط الله عليه مصيبة كبيرة يغضب فيكفر، وهذا يغضب من إنسان ظلمه فيقول كلمة كفر فيكفر، وهذا يغضب من صديقه فيقاطعه ويعاديه بسبب غضبة، وهذا يغضب من قريبه فيقاطع قريبه فيصير قاطع رحم وقاطع الرحم عذابه شديد عند الله، الذي يقطع رحمه فلا يزوره ولا يرسل له سلامًا وإذا وقع في ضيق لا يساعده هذا عذابه شديد. الغضب يوقع في هذا أيضًا فمن أخذ بقول رسول الله صلى الله عليه وسلّم "لا تغضب" فملك نفسه عند الغضب سلم من المهالك، سلم من مهالك الدنيا ومن مهالك الآخرة.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله