#

ما كان عليه أهل السنة

ما كان عليه أهل السنة
الإمام أبو جعفر الطحاوي الذي عاش في القرن الثالث الهجري عشرات من السنين ثمَّ توفي في أوائل القرن الرَّابع، في أوائل القرن الرَّابع، عاش في القرن الثَّالث الهجري عشرات من السنين نحوَ سبعين سنة، ثمَّ أدرك من القرن الذي يليه، القرن الرَّابع الهجري، نحو ثلاثين عاش، نحو عشرين ونيّفًا، عشرين ونيّفًا، عاش عشرين سنة ونيّفًا، هذا ألَّف كتابًا سمَّاه "بيان عقيدة أهل السنَّة والجماعة". قال أبي حنيفة الذي توفّي سنة مائة وخمسين وصاحبيه اللذين توفيا بعده بعشرات من السنين في القرن الثاني الهجري، أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم ومحمد بن الحسن، هذان أيضًا من الأئمة، أهل الاجتهاد ومن سواهم، ذكر أنَّ أهل السنَّة هؤلاء من الأئمَّة وغيرهم على عقيدة أنَّ الله ليس بمحدود ولا متحيّزًا في الجهات، لا في الجهة العليا ولا في الجهة التَّحتيَّة، ولا في جهة اليمين ولا في جهة اليسار، ولا في جهة الخلف ولا في جهة الأمام. قال "تعالى عن الحدود" الله تعالى تنـزَّه عن الحدود أي ليس بمحدود، العرش محدود لو كنَّا نحن لا نعرف حدَّه لكن هو في حدّ ذاته محدود العرش، له حدٌّ يعلمه الله، فالله تبارك وتعالى ليس بمحدود لا يجوز أن نقول له حدٌّ يعلمه هو، ولا يجوز أن يُقال له حد يعلمه هو ونعلمه نحن، كلا ذلك باطل، الحقُّ أن يُنفى عنه الحدّ، وذلك لأنَّ الذي له حدّ يحتاج إلى من جعله على ذلك الحدّ. هذه الشمس، نحن لنا دليل عقليٌّ غير الدليل القرءانيّ أنها لا تصلح أن تكون إلهًا للعالم، وذلك لأنَّ لها حدًّا، فلها خالق جعلها على هذا الحدّ، والله تبارك وتعالى لو كان له حدٌّ لاحتاج إلى من جعله على ذلك الحدّ، كما تحتاج الشمس إلى من جعلها على ذلك الحدّ الذي هي عليه. فقد ظهر لكم أنَّ السلف كانوا ينفون عن الله الحدَّ والجهة أي التَّحيُّزَ في جهة من الجهات الستّ أو في جميعها وعن سائر مشابهة أوصاف الخلق، عن سائر أوصاف الخلق، إن الله منـزَّهٌ عن ذلك. وكلُّ هذا ممَّا تعطيه هذه الآية ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ﴾ لكن القلوب مختلفة. قلوب تفهم من هذه الآية هذه المعاني وقلوبٌ لا تفهم، تقرأها ألسنتها ولا تفهم ما تحويه من التنـزيه. هذا ما كان عليه أهل السنَّة. ليس مذهبُ أهل السنة تشبيهَ الله بخلقه بأن يُعتقد فيه أنَّ له أعضاء وأن يُعتقد فيه أنَّه متحيّز على العرش، مع أنَّه منفيٌّ عنه ما كان من صفات الخلق من غير ذلك كالنـزول من علو إلى سفل ثمَّ الرجوع إلى هناك.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله