#

معنى صحة العقيدة

معنى صحة العقيدة
صحّة العقيدة شرط للثواب على الأعمال فلا ثواب على الأعمال بدون صحّة العقيدة، ومعنى صحّة العقيدة أن يكون عارفًا بالله ورسوله كما يجب ليس مجرّد التَّلفظ بكلمة التّوحيد بل الأصل الذي هو لا بدّ منه للنّجاة من النّار في الآخرة ولحصول الثواب على الأعمال هو هذا معرفة الله كما يجب ومعرفة رسوله ﷺ.
ثم بعد ذلك الثَّبات على الإسلام أي تجنّب الكفريَّات القوليّة والفعليّة والاعتقاديّة فمن ثبت على هذا إلى الممات كانت كلّ حسنة يعملها على هذا الوجه فيكون من الفائزين النّاجين المفلحين. معنى صحّة العقيدة هو أن يكون على ما كان عليه أصحاب رسول الله ﷺ والتّابعون وأتباع التّابعين ومن تبعهم على تلك العقيدة التي هي مأخوذة عن الرسول تلقَّوها عن الرسول ثمّ تلقّاها التَّابعون من الصّحابة ثمّ تلقّاها المسلمون جيلًا عن جيل وهذه العقيدة إلى يومنا هذا موجودة وإن انحرف عنها بعض الفئات، هذه العقيدة التي كان عليها الصّحابة ومن تبعهم بإحسان هي الأشعريّة والماتُريديّة واليوم أهل السنّة، إن لم نقل كلّهم، أغلبهم أشعريّة كان في الماضي الماتُريديّة في نواحي بلاد بخارى وسمرقند وطشقند وجرجان ونيسابور بلاد فارس لكنّه اليوم كأنّ الأشعريّة عمّت والأشعريّة والماتُريديّة كلتاهما هم أهل السنّة والجماعة فعقيدتهم منبثقة من قول الله تعالى ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ﴾ عرفوا معنى هذه الآية كما يجب فنـزّهوا الله تعالى عن صفات المخلوقين، عن التّحيّز في المكان وعن الحدّ أي المساحة لأنّه لا تصحّ معرفة الله مع اعتقاد أنّه يشبه خلقه ببعض صفاتهم كالتحيّز في المكان والتّحيّز في العرش أو في غير العرش أو التحيّز في جميع الأماكن كلّ هذا ضدّ هذه الآية ﴿لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْءٌ﴾.
فخلاصة عقيدة أهل الحقّ أن الله موجود لا كالموجودات أي لا يشبه الموجودات بوجه من الوجوه. السلف الصالحون كانوا على هذه العقيدة أي تنـزيه الله عن التّحيز في المكان والحدّ الدليل على ذلك أنّ الإمام زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، كان من أوائل السلف، له رسالة تسمَّى "الصحيفة السَّجَّاديَّة" ذكر فيها عبارات في التّنـزيه منها هذه الجملة "سبحانك أنت الله الذي لا يحويك مكان" في هذه الصحيفة التي هي تأليف سيدنا زين العابدين "سبحانك أنت الله الذي لا يحويك مكان". احفظوها فإنّها من كلام السَّلف الصّالح.

Tags: فيديوهات مختلفة , من مرئيات الشيخ الهرري رحمه الله