#

يكتب ذلك كله الملكان

يكتب ذلك كله الملكان
أما بعد، فإنَّ الله تعالى قال في كتابه العزيز: ﴿مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾، أي أن ما يتفوه به الإنسان من الكلام يكتب عليه، يكتبه الملكان كاتب الحسنات وكاتب السيئات أي أن الملكين يكتبان ما يلفظه الإنسان أي ما يتكلم به الإنسان من خير وشر، يكتب كل ذلك، يكتب ذلك كله الملكان. ثم يعرض عليه هذا الكتاب يوم القيامة لكنَّ الذنب الذي تاب منه الإنسان يُمحى ولا يعرض عليه يوم القيامة، لا يجده في كتابه حين يأخذ كتابه لا يجده، الذنب الذي تاب منه لا يجده في كتابه. فالمسلم يأخذ كتابه بيمينه إن كان صالحًا وإن كان فاسقًا عاصيًا. أما الكافر فلا يأخذ كتابه بيمينه وإنما يأخذ كتابه بشماله لأن الكافر ليس له مغفرة يوم القيامة. لا يعفو الله تعالى عنه ولا يشفع فيه أحد من عباد الله الصالحين من ملائكة أو أنبياء مهما كان ذلك الكافر يحب النبي من الأنبياء فإنَّ الله تعالى لا يُشفِّع ذلك النبي لذلك الكافر ولا يطلب ذلك النبي شفاعة لكافر. هذا الذي يكتب من كلام الناس هو ما يتكلم به الإنسان بإرادة. أما ما يخرج من لسان الإنسان بلا إرادة فلا يكتب عليه. معنى ذلك أن الإنسان إذا تكلم بكلمة فإن كان لم يُرد أن يقول هذه الكلمة بالمرة إنما لسانه سبق إليه. كما لو قال إنسان أراد من شدة فرحه أن يحمد الله تعالى ويشكره فقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك، هو هذا الإنسان الذي أراد أن يحمد الله من شدة فرحه ما أراد أن يقول هذا اللفظ. كان أراد أن يقول اللهم أنت ربي وأنا عبدك ثم سبق لسانه فنطق اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح. ما كان من هذا النوع من الكلام لا يكتب على الإنسان سواء كان فيما يتعلق بالطلاق طلاق الزوجة أو غير ذلك لا يكتب عليه الكلام الذي يخرج منه بدون إرادة. وأما ما يتكلم به في حال الغضب لينتقم من شخص، من شخص غاظه فأراد أن ينتقم منه فقال كلمة من الكفر كسب الله تعالى قال له يلعن ربك أو أخت ربك أو ربك لا يستطيع أن يخلصك مني، قالها بإرادة لكن ندم حالًا فورًا هذا كتبت عليه وحبطت كل حسناته لأنه قالها بإرادة. إنما كان ت تلك الإرادة إرادة وقتية تكتب عليه ولا يعفى منها. فهؤلاء الذين يلفظون بسب الله تعالى إذا غضبوا أو إذا مزحوا فهؤلاء يكفرون ولا ينفعهم أنهم لا ينوون معنى الكلام الذي يلفظون به، لا ينفعهم لا يخلصهم من الكفر أنهم لا ينوون معنى الكلام الذي يلفظون به، لا ينفعهم. الواحد منهم إذا قال أنا لا أنوي ولا أعتقد أنَّ الله تعالى له أخت إنما الغضب أثارني وقلت هذا القول فهذا لا عذر له عند الله، كُتب عليه. فبمجرد ما يلفظ هذا خرج من دين الاسلام.لا يقول أستغفر الله لا ينفعه أستغفر الله، إلا لا إله إلا الله محمد رسول الله، هذا ينفعه.

Tags: فيديوهات مختلفة , الحج رحمة